وَقَيْتُ بِنَفْسِي خَيْرَ مَنْ وَطِئَ الْحَصَى |
|
وَمَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ وَبِالْحَجَرِ |
مُحَمَّدٌ لَمَّا خَافَ أَنْ يَمْكُرُوا بِهِ |
|
فَوَقَاهُ رَبِّي ذُو الْجَلَالِ مِنَ الْمَكْرِ |
وَبِتُّ أُرَاعِيهِمْ مَتَى يَأْسِرُونَنِي |
|
وَقَدْ وَطَّنْتُ نَفْسِي عَلَى الْقَتْلِ وَالْأَسْرِ |
وَبَاتَ رَسُولُ اللهِ فِي الْغَارِ آمِناً |
|
هُنَاكَ وَفِي حِفْظِ الْإِلَهِ وَفِي سِتْرٍ |
أَقَامَ ثَلَاثاً ثُمَّ زمنت [زَمَّتْ] قَلَائِصُ |
|
قَلَائِصُ يَفْرِينَ الْفَلَا أَيْنَمَا يَفْرِي (١) |
وَلَمَّا وَرَدَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم الْمَدِينَةَ نَزَلَ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِقُبَا وَأَرَادُوهُ عَلَى الدُّخُولِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ مَا أَنَا بِدَاخِلِهَا حَتَّى يَقْدَمَ ابْنُ عَمِّي وَابْنَتِي يَعْنِي عَلِيّاً وَفَاطِمَةَ ع.
قَالَ أَبُو الْيَقْظَانِ وَحَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم وَنَحْنُ بِقُبَا عَمَّا أَرَادَتْ قُرَيْشٌ مِنَ الْمَكْرِ بِهِ وَمَبِيتِ عَلِيٍّ عَلَى فِرَاشِهِ وَقَالَ أَوْحَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى جَبْرَئِيلَ وَمِيكَائِيلَ علیهما السلام أَنِّي قَدْ آخَيْتُ بَيْنَكُمَا وَجَعَلْتُ عُمُرَ أَحَدِكُمَا أَطْوَلَ مِنْ عُمُرِ صَاحِبِهِ الحديث بتمامه وقد ذكرته قبل هذا.
وَنَقَلْتُ مِنَ الْكَشَّافِ لِلزَّمَخْشَرِيِّ قَالَ ـ وَكَتَبَ النَّبِيُّ صلی الله علیه وسلم إِلَى عَلِيٍّ يَأْمُرُهُ بِالتَّوَجُّهِ إِلَيْهِ فَلَمَّا وَصَلَهُ الْكِتَابُ تَهَيَّأَ لِلْخُرُوجِ وَالْهِجْرَةِ وَخَرَجَ بِالْفَوَاطِمِ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَفَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ أُمِّهِ وَفَاطِمَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَخَرَجَ مَعَهُ أَيْمَنُ ابْنُ أُمِّ أَيْمَنَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم وَجَمَاعَةٌ مِنْ ضُعَفَاءِ الْمُؤْمِنِينَ وَلَحِقَهُمْ جَمَاعَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَتَلَ علیهما السلام مِنْهُمْ فَارِساً وَعَادَوْا عَنْهُ فَانْطَلَقَ حَتَّى نَزَلَ ضَجْنَانَ فَأَقَامَ بِهَا قَدْرَ يَوْمِهِ وَلَحِقَ بِهِ نَفَرٌ مِنْ مُسْتَضْعَفِي الْمُؤْمِنِينَ وَفِيهِمْ أُمُّ أَيْمَنَ مَوْلَاةُ رَسُولُ اللهِ علیهما السلام فَصَلَّى لَيْلَتَهُ تِلْكَ هُوَ وَالْفَوَاطِمُ وَبَاتُوا (يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ) فَمَا زَالُوا كَذَلِكَ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ فَصَلَّى بِهِمْ صَلَاةَ الْفَجْرِ وَسَارَ وَهُمْ يَصْنَعُونَ ذَلِكَ مَنْزِلاً فَمَنْزِلاً يَعْبُدُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَيَرْغَبُونَ إِلَيْهِ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَقَدْ نَزَلَ الْوَحْيُ بِمَا كَانَ مِنْ شَأْنِهِمْ قَبْلِ قُدُومِهِمْ (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَ
________________
(١) وفي نسخة مخطوطة بدل المصراع الا خير هكذا «ويفرين عزما للفلا أينما يفرى» وزم البعير : خطمه وفرى الأرض : سارها.