عَلى جُنُوبِهِمْ) إِلَى قَوْلِهِ (فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى) فَالذَّكَرُ عَلِيٌّ وَالْأُنْثَى فَاطِمَةُ وَفَاطِمَةُ وَفَاطِمَةُ (بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) يَقُولُ عَلِيٌّ مِنْ فَاطِمَةَ وَالْفَوَاطِمُ مِنْ عَلِيٍ (فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي) (١) الْآيَةَ.
قَالَ وَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلی الله علیه وسلم يَا عَلِيُّ أَنْتَ أَوَّلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِيمَاناً بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَوَّلُهُمْ هِجْرَةً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ وَآخِرُهُمْ عَهْداً بِرَسُولِهِ لَا يُحِبُّكَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِلَّا مُؤْمِنٌ قَدِ امْتَحَنَ اللهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ وَلَا يُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ أَوْ كَافِرٌ.
أقول خبر الغار أوردته في أول هذا الكتاب من طريق آخر وأوردته هنا لما فيه من زيادات تتعلق بأمير المؤمنين علیهما السلام وكان طويلا فاختصرت بعض ألفاظه وفيه ألفاظ أنبه عليها كما شرطت.
شرح اللقى الشيء الملقى لهوانه والجمع ألقاء الندي على فعيل مجلس القوم ومتحدثهم وكذلك الندوة والنادي والمستندي فإن تفرق القوم فليس بندي ومنه سميت دار الندوة بمكة التي بناها قصي لأنهم كانوا يندون فيها أي يجتمعون للمشاورة والصباة إليه المائلون إلى دينه من صبا يصبو أو من صبأ الرجل صبؤا خرج من دين إلى دين قال أبو عبيدة صبأ من دينه إلى دين آخر كما تصبأ النجوم أي تخرج من مطالعها وهو أنسب والأول صحيح المعنى وصبأ أيضا أي صار صابئا والصابئون جنس من أهل الكتاب وليس من قبيل ما نحن بصدده ماء رنق بالتسكين كدر وعيش رنق بالكسر كذلك ويقال حدب عليه وحدب أي عطف عليه وحميمك قريبك الذي تهتم لأمره والأنشوطة عقدة يسهل انحلالها مثل عقدة التكة والصعب نقيض الذلول والوخز الطعن بالرمح ونحوه لا يكون نافذا يقال وخزه بالخنجر الدكداك من الرمل ما التبد منه بالأرض والجمع الدكادك والفرقة الطائفة من الناس والفريق أكثر منهم وفي الحديث أفاريق العرب وهو جمع أفراق وأفراق جمع فرقة والبيات معروف والعقل
________________
(١) آل عمران : ١٩١.