القلوب واحتج بقوله تعالى (وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ) (١) أي مما ترك موسى وهارون وبقول جميل :
شعر
بثينة من آل النساء وإنما |
|
يكن لأدنى لا وصال لغائب (٢) |
أي هي من النساء في غدرهن وتلونهن ويقال فلان من آل النساء أي خلق منهن وفلان من آل النساء أي يتبعهن ويحب مجالستهن والعزهاة (٣) ضد ذلك وآل فرعون من كان على دينه ومذهبه قال تعالى (وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ) (٤) والذين غرقوا ثلاثة آلاف ألف (أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ (٥) وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ) (٦) أي بالجدب والقحط.
فإن قال قائل فما حقيقة الآل في اللغة عندك دون المجاز هل هو خاص لأقوام بأعيانهم أم عام في جميعهم متى سمعناه مطلقا غير مقيد.
فقل حقيقة الآل في اللغة القرابة خاصة دون سائر الأمة وكذلك العترة ولد فاطمة علیهما السلام خاصة وقد يتجوز فيه بأن يجعل لغيرهم كما تقول جاءنا في أخي فهذا يدل على أخوة النسب وتقول أخي تريد في الإسلام وأخي في الصداقة وأخي في القبيل والحي قال تعالى (وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً) (٧) ولم يكن أخاهم في دين ولا صداقة ولا نسب وإنما أراد الحي والقبيل والإخوة الأصفياء والخلصان وهو قول
________________
(١) البقرة : ٢٤٨.
(٢) بثينة ـ العذرية ـ كجهينة : صاحبة جميل الشاعر.
(٣) وهو الذى لا يقرب النساء قال الشاعر :
اذا كنت عزهة عن اللهو والصبا |
|
فكن حجراً من ياس الصخر جلمداً |
(٤) البقرة : ٥٠.
(٥) الغافر : ٤٦.
(٦) الاعراف : ١٣٠.
(٧) الاعراف : ٧٣.