بِأَبِي الْوَحِيدُ الشَّهِيدُ.
وَمِنَ الْمَنَاقِبِ أَيْضاً عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلی الله علیه وسلم فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ فَأَتَيْنَا عَلَى حَدِيقَةٍ وَهِيَ الرَّوْضَةُ ذَاتُ الشَّجَرِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَحْسَنَ هَذِهِ الْحَدِيقَةُ فَقَالَ مَا أَحْسَنَهَا وَلَكَ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْهَا ثُمَّ أَتَيْنَا عَلَى حَدِيقَةٍ أُخْرَى فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَحْسَنَهَا مِنْ حَدِيقَةٍ فَقَالَ لَكَ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْهَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى سَبْعِ حَدَائِقَ أَقُولُ يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَحْسَنَهَا فَيَقُولُ صلی الله علیه وسلم لَكَ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْهَا فَلَمَّا خَلَا لَهُ الطَّرِيقُ اعْتَنَقَنِي وَأَجْهَشَ بَاكِياً فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مَا يُبْكِيكَ قَالَ ضَغَائِنُ فِي صُدُورِ أَقْوَامٍ لَا يُبْدُونَهَا إِلَّا بَعْدِي فَقُلْتُ فِي سَلَامَةٍ مِنْ دِينِي قَالَ فِي سَلَامَةٍ مِنْ دِينِكَ
[الجهش أن يفزع الإنسان إلى غيره وهو مع ذلك يريد البكاء كالصبي يفزع إلى أمه وقد تهيأ للبكاء يقال جهش إليه يجهش والضغائن الأحقاد].
وَمِنْهُ عَنْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ اجْتَمَعَ عَلِيٌّ وَجَعْفَرٌ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فَقَالَ جَعْفَرٌ أَنَا أَحَبُّكُمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم وَقَالَ عَلِيٌّ أَنَا أَحَبُّكُمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم وَقَالَ زَيْدٌ : (١) أَنَا مُعْتَقُ النَّبِيِّ أَنَا أَحَبُّكُمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم فَانْطَلِقُوا بِنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم فَنَسْأَلُهُ قَالَ أُسَامَةُ فَاسْتَأْذَنُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم وَأَنَا عِنْدَهُ قَالَ اخْرُجْ فَانْظُرْ مَنْ هَؤُلَاءِ فَخَرَجْتُ ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ هَذَا جَعْفَرٌ وَعَلِيٌّ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَسْتَأْذِنُونَ قَالَ ائْذَنْ لَهُمْ فَدَخَلُوا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ جِئْنَا نَسْأَلُكَ مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ قَالَ فَاطِمَةُ قَالُوا إِنَّمَا نَسْأَلُكَ عَنِ الرِّجَالِ فَقَالَ أَمَّا أَنْتَ يَا جَعْف َرُ فَيُشْبِهُ خَلْقُكَ خَلْقِي وَخُلُقُكَ
________________
(١) قال ابن الاثير في اسد الغابة زيد بن حارثة بن شراحيل ويكنى ابا اسامة هو مولى رسول الله (صلی الله علیه وسلم) اشهر مواليه ، اصابه سباء في الجاهلية ، لان امه خرجت به تزور فومها بنى معن فأغارت عليهم خيل بني القين بن حبر مأخذوا زيداً فقدموا به سوق عكاظ فاشتراة حكيم بن حزام لسته خديجة بنت خويلد ، وقيل : اشتراء من سوق حباشة فوهبته خديجة للنبي (صلی الله علیه وسلم) بمكة قبل النبوة وهو ابن ثمانى سنين ، وقيل : بل رآه رسول الله (صلی الله علیه وسلم) بالبطحاء بمكة ينادي عليه ليباع فأتى خديجة فذكره لها فشتراه من مالها فوهبته لرسول الله (صلی الله علیه وسلم) فاعتقه ثم ذكرله قصه وذكر حديث مواخاة رسول الله (صلی الله علیه وسلم) بينه وبين حمزة فراجع ان شئت ٢٢٤ ـ ٢٢٧.