فانّ إطلاق الناس على غير الموجودين إنما هو باعتبار حال وجودهم ولا إشكال حقيقة على هذا القول.
(الثاني):
انّ النزاع المذكور هل هو عقليّ من حيث أن حرف النداء والخطاب للموجودين وغيره أو لغويّ من حيث عموم الألفاظ الواقعة بعد أداة الخطاب.
قيل : فان كان مرجع النزاع إلى وضع الصيغة لشمول المعدوم أو لا يكون لغويّة ، كما عن صاحب المعالم ومن تبعه وإن كان البحث في العموم والخصوص من حيث الإمكان ، والامتناع يرجع إلى أمر عقليّ من حيث إمكان مخاطبة المعدوم وامتناعه ، والاتّصاف ما هو مناط القولين ، يمكن القول بأن النزاع عقليّ ولو لوحظ نفس الخلاف يمكن القول بكونه لغويّا ، فانّ إمكان مخاطبة المعدوم وامتناعه لا ربط له بها جزما ولكل وجهة هو مولّيها.
ثم على تقدير النزاع العقليّ قد عرفت إمكان جريان النزاع في : «يا أيها الناس» لكون اللفظ المصدر بأداة الخطاب عامّا لجميع أفراده الموجودة والمعدومة والمقتضى الحمل على العموم بخلاف ما إذا لم يكن الخطاب مدلولا عليه بدلالة لفظيّة ، فانّ غاية ما يكون هناك انّ لا يكون مانع عن الخطاب بالمعدوم اما انه خاطب وأريد بذلك الكلام الخطاب العام للمعدوم والموجود ، فلا قاضي به من اللفظ لإمكان