دون ملاحظة الحروف المرتّبة كما قلنا في بحث الحروف ، ولا بأس بالتعبير عنه بالمصدر من دون لحاظ وضع الهيئة لها ولا دلالة على النسبة بكون الهيئة بمجرى حفظ المادة ليسهل التعبير عنها ، لا بدّ أن يكون مبدأ الاشتقاق لفظا ومعنا لا بشرط أن يكون ورود الهيئات إليها أما المعنى المصدري إنما يكون بشرط شيء مع لحاظ الانتساب أو بشرط لا كما في اسم المصدر مع اللحاظ فيه عدم الانتساب فان لوحظ العرض أمرا مباينا غير محمول فيما انه يلاحظ بما «هو هو» من لحاظ الانتساب إلى محل فهو المعبّر عنه باسم المصدر ، حيث انه قيل في تعريفه : ما دلّ على نفس الحدث بلا نسبة ، واما أن يلاحظ مع النسبة إلى فاعله ، فتارة يكون اللحاظ بالنسبة الناقصة التقيّدية وهو المعبّر عنه بالمصدر ، كقولك : «ضرب زيد عمرا» ، وكالأفعال الثلاثة : الماضي والمضارع والأمر ، فيشترك كل من الفعل والمصدر في الدلالة على النسبة الناقصة التقيّدية ، وأخرى بنسبة تامّة خبرية كاسم الفاعل وغيره على ما قيل وقد مرّ آنفا أن جهة الربط والإضافة بين العرض وموضوعه وساير ملابساته هو المعبّر عنه بالكون الناقص ، وقد أوضحنا في الحروف ، فلا يمكن أن يكون المصدر مبدأ الاشتقاق بداهة أنه يكون له حينئذ هيئة تخصّه ، ويكون بما له من المعاني مباينا لسائر المشتقات ، فكيف يكون هو المبدأ في الاشتقاق مع أنه يعتبر أن يكون معرّى عن الهيئة حتى يمكن عروض الهيئات المشتقّة عليها وما يكون له هيئة مخصوصة غير قابل لذلك إذ لا يعقل عروض هيئة على هيئة ، فالمصدر بما له من المادّة والهيئة لا يمكن أن يكون مبدأ الاشتقاق وكذا الحال في اسم المصدر على ما عرفت وهو عبارة عن نفس الحدث بشرط عدم انتسابه الى محلّه والغالب اتحاد الهيئة مع هيئة المصدر من دون أن يكون له هيئة تخصه كما في الغسل ـ بالضم ـ