والسلوك ديّنا ويعّينه أمينا لبناء البيت ، وأن يرسله إلى مكة حيث يجتمع مع علمائها الأجلاء وأشرفها وفضلائها الآخرين من أرباب الرأى الرزين وأصحاب الفكر المتين بعد الاستشارة والاستخارة ، ويعمل بناء على ما تم عليه القرار واستقر عليه الرأى ، ويقدم على إتمام هذه الخدمة ويسعى على إنهائها على خير وجه.
وبما أننا نثق فيك ويشتد حسن ظننا بك نرسل بهذه الرسالة التى تحتوى على أمرنا.
عند وصول رسالتنا هذه عليك أن تعمل بمقتضى ما جبلت عليه من صدق ونجابة وما أودع فيك من رشد وأصالة. وبعد ما يصل من قبل وزيرنا المشار إليه المال الحلال الكافى لبناء البيت وأمين البناء ومراقبه أن تبتدر ببناء البيت المعظم وتعميره وذلك بعد ما تستشير العلماء الأجلاء حسب مدلول القول ما «خاب من استخار وما ندم من استشار» وتأخذ موافقتهم الشرعية فى كل ما تقدم عليه.
وإذا لم يكف مخلفات البيت القديم من الطين العطر والحجارة السعيدة لتجديد البناء فعليك ان تجلب ما يلزم من الحجارة من مواقعها القديمة التى استجلب منها القدماء عند تعمير البيت وتجديده ، أتمم بناء البيت حسبما تجيزه الشريعة الغراء.
وإننا نتجه بالدعاء إلى رب العزة ـ تعالى شأنه وعم إحسانه ـ راجين خاشعين مظهرين عجزنا وقصورنا لله ـ تعالى ـ أن يرضى عنا بخصوص بناء هذا المقام المبارك وفى سائر أعمالنا وأقوالنا وأن يوفقنا فى إتمام بناء البيت المقدس وييسر لنا إكماله آمين بحرمة سيد المرسلين سنة ١٠٣٩ ألف وتسع وثلاثين.
صورة البراءة المقدمة من قبل السلطان لرضوان أغا مقابل خدماته :
هو العزيز الغنى المغنى الفتاح وعنده مفاتيح الفلاح والنجاح تقدست أسماؤه تتابعت نعماؤه.