ذلك عادة ، وكان مقدار الصرة التى أرسلها المقتدر بالله (٣١٥٤٢٦) (٣١٥٤٢) ذهبا فيلوريا (١) ، وقبل المقتدر بالله بواحد وثمانين عاما أو اثنين وثمانين عاما كان الواثق بالله قد أرسل إلى فقراء الحرمين المنح والهبات ، إلا أنها لم تكن تبعث سنة بعد سنة بل كانت توزع فى موسم الحج فقط ، كان الواثق بالله مثل المأمون كان يكرم ويعز ويوقر السادات العلوية والحسينية. وفى العام الذى يحج فيه كان يبذل العطاء لفقراء الحرمين إلى حد الإثراء ؛ وذلك البذل العظيم كان بسبب اعتبار فقراء الحرمين من سلالة أبناء الحسنين رحمة الله عليهما.
وكان الثانى فى إرسال الصرر بعد المقتدر بالله السلطان محمد خان جلبى. إذ أرسل صرة فيها الكفالة ونال شرف الترتيب الثالث فى إرسال الصرر نجله النجيل مراد خان الثانى أسكنه الله الفردوس.
أما الصرة المرسلة للمرة الثالثة فكان مقدارها (٣٥٥٠٠) فيلورى من الذهب جرى العرف بإرسالها فى كل عام.
وأرسل السلطان مراد خان الثانى فى سنة (٧١٧) الصرة الرابعة وتصادف إرسال الصرة للمرة الخامسة عام (٨٥٥) للهجرة.
وكان مقدار الصرة التى أرسلت سنة (٨٥٥) ٨٠٠ كيس وكان شاه إيران «شاهرخ» أيضا قد أرسل فى سنة (٨٤٣) مقدارا من الصرر.
قد اعتاد السلطان بايزيد خان الثانى ابن السلطان محمد خان من سنة (٨٨٦) إرسال صرر سنوية مقدارها (١٤٠٠٠) قطعة ذهبية على أن يكون نصفها لأهل مكة ونصفها الآخر لأهل المدينة المنورة وزاد بعد ذلك مقدار الصرة سنة بعد سنة إلى أن وصل للمقدار الحالى.
مطالعة
الذين يعرفون أهمية موقع الحرمين الشريفين وحرمتهما والذين يكنون الحب لهما بحكم دينهم يجب ألا يستكثروا المبالغ التى تقدم لها ، ومع هذا فأى شخص
__________________
(١) كتب مؤلف «روضة الخلفاء» فى تاريخه أن هذا الشخص كان يحسن على فقراء عصره سنويا بمبلغ (٦٩١١٠).