ولما كان الحل الثانى غير قابل للتنفيذ بل مستحيلا كان عليهم أن يبتلوا بالفراق عن الوطن وأن يتفرقوا فى بلاد شتى وأن يحترقوا بنار فراق كعبة الله ثم يفنوا.
وجلب ماء عرفات إلى الحرم الشريف رد الحياة لأهل مكة وذريتهم فبقوا فى موطنهم القديم ، والآن ما من أحد فى مكة إلا وقلبه يمتلئ غبطة ومسرّة ولسانه يلهج داعيا بالبقاء للدولة العثمانية.
فيما يلى من كلامنا وصف لماء عرفات من حيث صفائه وعذوبته ومدى حاجة أهل مكة لهذا الماء ، وهذا ما جعل هذا الأمر موضع بر الأميرة مهرماه وإحسانها بين المحسنين.
مقال
إن ماء عرفات ماء جار كأنه ماء الكوثر وعين الحياة وماء تسنيم ، ويجرى بالقرب من موقف عرفات ويبحث عن حرم مكة العطشانة ليمسح وجهها ويطفى ظمأ أهل مكة المشتاقين بمائه الزلال.
أبيات
إن رغبة أهل هذا البلد إلى الماء الجارى لأمر عجب ما أن يشاهده الظمآن منهم إلا وجرى ريقه.
فأجرت الأميرة (مهرماه).
بنت سلطان العالم السلطان سليمان خان .. صاحبة الخيرات هذه العين إلى داخل المدينة .. منفقة الأموال الطائلة.
وهكذا سقت المسلمين العطشى.
والحق أن ما قامت به من همة عظيمة.
ليغار عليها خلفاء سكان المغرب ودار السلام.
وحكام اليمن وسلاطين مصر والشام