ومسجد الحديبية (١) ومسجد مولد النبى (٢) ومقبرة خديجة الكبرى (٣) ومقبرة آمنة (٤) ودار السيدة خديجة الكبرى مع أضرحتها وقبابها (٥) ودار خيزران (٦) وضريح ميمونة (٧) كل هذه المآثر قد جددت بإحكام ، وفرشت من الداخل بطنافس غالية وزينت من الخارج بنقوش ملونة ، وفى النهاية بدلت عدة أعمدة من أعمدة المسجد الحرام التى أوشكت على الخراب وذلك فى سنة (١٢٣٥).
وكان السلطان عبد المجيد خان ابن السلطان محمود خان العادل قد بدل الأحجار التى تخلخلت داخل كعبة الله وحول الحجر الأسود الأسعد. كما جدد بعض القباب والأعمدة التى تحمل هذه القباب وأنشأ الأرصفة (٨) التى تؤدى إلى باب على والمدرسة السليمانية والتى تمتد عبر الساحة القبلية للحرم الشريف ، وبعد ذلك بسنة أرسل أربعة شمعدانات عالية على شكل النخلة لتوضع على الجهات الأربعة من الساحة القبلية للمسجد الحرام ، وهكذا أنار الحرم الشريف وقبل إرسال هذه الشمعدانات كان الناس يؤدون صلواتهم فى الظلام ليلا ، وبعدما أنار السلطان عبد المجيد أطراف الكعبة المعظمة كما ذكر ، شيد بإحكام بعض أعمدة القباب التى آلت إلى الخراب وجدد الجدران التى حول مقبرة المعلى دائرا ما دار ، كما أصلح الجدار الخارجى للحطيم.
وبما أن جدار الحطيم كان جديدا رأى الأهالى أنه لا مساغ شرعا لتجديده ، إلا أن والى جدة عثمان باشا (وكان أمين البناء) فى ذات الوقت لم يهتم بما يقوله الأهالى ، فجدد ذلك الجدار كما يحلو له ، وبعد ما أتم عثمان باشا إصلاح جدار
__________________
(١) فى وسط الطريق بين مكة وجدة.
(٢) فى داخل مكة.
(٣) فى مقبرة جنة المعلى.
(٤) هذا أيضا فى المقبرة المذكورة.
(٥) فى نفس مكة.
(٦) هذا أيضا فى داخل مدينة مكة.
(٧) بين وادى فاطمة ومسجد عمر.
(٨) وكان موضع الأرصفة أرضا رملية.