الصورة الثانية
تعرف من قدم إلى الكعبة المعظمة المعلقات والستائر القيمة
إن ملوك العجم كانوا يوقرون الكعبة المعظمة ويعظمونها بتقديم الهدايا وما يعلق عليها ، وإن كان أول من قدم الهدايا إلى كعبة الله توقيرا لها وتعظيما لشأنها مجهولا فى نظر التاريخ ، إلا أنه من المحقق أن من أرسل ما يطلق عليه العرب «غزالتى الكعبة» هو اسفنديار أو على قول ساسان بن بابك من ملوك الفرس ، وكانتا من ذهب خالص.
حتى إن العرب يعتقدون اعتقادا جازما أن أول ما قدم من هدايا إلى الكعبة المعظمة هما هاتان الغزالتان ، كما أن العرب يروون أن بابك أهدى إلى الكعبة المعظمة غير الغزالتين الذهبيتين أنواعا من الهدايا الذهبية والجواهر.
كما أنهم يروون بالأدلة أن أول من أهدى من العرب إلى الكعبة المعظمة من الهدايا هو كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة من قبيلة قريش إذ علق على الكعبة سيفين مذهبين.
وقد دعا كلاب بن مرة قبل جميع سكان الجزيرة العربية وأعيانها إلى إحراز شرف تقديم الهدية إلى الكعبة. إن أبا زوجه قدم له سيفا ذا قيمة مذهبا ومشهورا لدى العرب. وكان «أسد بن سيل بن حمالة بن عوف بن غنم بن عامر بن الحارث بن عمليق بن خشعمة بن يشكر بن بشير بن صعب بن دهمان بن نضر بن الأزد» الذى اشتهر بترصيع السيوف ، واختراع هذا النوع من السيوف المذهبة ، قد صنع هذين السيفين وأهدى أحدهما إلى ابنته فاطمة ، والآخر لزوج ابنته كلاب بن مرة وهما أهديا هذين السيفين إلى الكعبة المفخمة ليحفظا فى خزينة بيت الله.