الصورة الرابعة
فى مسألة تقسيم كسوة كعبة الله وبيانها
كان يوجد فيى جاهلية العرب فوق الكعبة أشياء غالية متراكمة ، وفى أوائل الدولة الإسلامية قد هيئت كسوة من قبل بيت مال المسلمين ، فأنزلت الأشياء الغالية من فوق كعبة الله وقسمت بين المسلمين ، وكان عمر بن الخطاب فى عهد خلافته يقوم بتجهيز كسوة جديدة لبيت الله ، ويعلقها عليه ، ويقسم الكسوة القديمة علي الحجاج المسلمين للتبرك بها وأظهر عثمان بن عفان تعظيما لكعبة الله بأن كساها بقطعتين من الكسا ، وأرسل معاوية بن أبى سفيان بعض الأقمشة الغالية من الشام ، وأمر شيبة بن عثمان (رضى الله عنه) بأن ينزل كسوة الكعبة العتيقة ويعلق الكسوة الجديدة على الكعبة ، بعد تنظيف جدران كعبة الله الأربعة ، وبعد تعليق الأقمشة الجديدة الواردة إلى الكعبة قطع الستارة القديمة قطعا صغيرة أمام ابن عباس ـ رضى الله عنه ـ ووزعها على سكان حرم الله وقسمها.
ولم يستكره عبد الله بن عباس ولم يستهجن ما صنع شيبة ابن عثمان من تقسيم الكسوة الشريفة وتوزيعها ، إيماء إلى جواز ذلك ورأى بعضهم أنه لا كراهية فى ذلك.
ذهب شيبة بن عثمان لما كثرت كسا كعبة الله إلى أم المؤمنين زوج النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ السيدة عائشة ـ رضى الله عنها ـ وقال لها : يا عائشة كثرت كسا بيت الله عليه ، ما رأيك لو خلعنا الكسا القديمة ودفناها حتى لا يكتسيها الجنب من الرجال ، والحائض من النساء» فقالت المشار إليها : إن كنتم لم تفعلوا ذلك إلى الآن فلا تفعلوه بعد ذلك ، فلا بأس فى أن يأخذ قطع هذه الكسا من يأخذ وليفعل بها ما يشاء ، ولكن إذا ما بعتم هذه الكسا القديمة وأنفقتم ثمنها فى وجوه الخير أفضل».