الجواب :
الحمد لله : ستر البيت عن أعين الناظرين ، حال بنائه مندوب ندبا متأكدا لا واجب (١) ، والطواف وراء الستر ليس مفضولا ، بل الستر قام مقام البيت فلا يمنع من كمال فضيلة الطواف ، بل ولا يمنع من المشاهدة ، لان كسوة البيت جعلت لمنع أعين الناظرين إليها ، وهذا الستر كذلك بل هذا آكد ، لأن النظر إلى البيت حال بنائه أفظع من النظر إليه مستورا ، والله ـ سبحانه وتعالى ـ أعلم.
نمقه الفقير إلى الله خالد بن أحمد بن محمد بن عبد الله المالكى الجعفرى.
الجواب :
الحمد لله : ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ، ستر البيت الشريف أثناء الشروع فى بنائه ، بل وعند الشروع فى مقدمات ذلك كهدم ما يحتاج إلى هدمه منه مندوب إليه ومما ينبغى وليس بواجب وذلك اقتداء بفعل سيدنا عبد الله بن الزبير ـ رضى الله عنهما ـ ومن كان فى عصره من أجلاء الصحابة ـ رضى الله عنهم ـ فإنه لما عمر الكعبة الشريفة وضع عليها ساترا بإشارة عبد الله بن عباس ـ رضى الله عنهما ـ وقد نقل ذلك العلامة الأزرقى فى عدة مواضع من تاريخه ، فقال فى (باب ما جاء فى بناء الزبير للكعبة) ما نصه أنهم قاموا أعانهم الناس فما ترحلت الشمس حتى ألصقها كلها بالأرض من جوانبها جميعها فبدأ فى هدمها يوم السبت للنصف من جمادى الآخرة سنة أربع وستين ، ولم يقرب ابن عباس مكة يوم هدمت الكعبة وحتى فرغ منها أرسل إلى ابن الزبير لا تدع الناس بغير قبلة وانصب من حول الكعبة أخشابا واجعل عليها الستور حتى يطوف الناس من ورائها ويصلوا إليها ففعل ذلك ابن الزبير. انتهى.
وقال فى موضع آخر ما نصه : ونصب الخشب حولها حيث تم سترها وبنوا من وراء الستر. انتهى.
__________________
(١) انظر : إعلام الساجد لبدر الدين الزركشى الشافعى ص ١٤٠ ، ٣٣٨ ـ ٣٣٩.