صورة الفتوى الشريفة
الصادرة والمتعلقة بعدم جواز تدريس صحيح البخارى داخل بيت الله الحرام.
السؤال :
ما تقول السادة العلماء أساتذة الدين ـ قمع الله تعالى بهم المفسدين وقطع بسيوف أنظارهم الشريفة دوائر المبتدعة والملحدين ـ فى الجرأة على بيت الله الحرام ـ زاده الله تعالى تشريفا واحتراما ومهابة وإجلالا إلى يوم القيامة ـ وهتك حرمته بإدخال أطباق اللوز والزبيب فى جوفه وتدريس كتاب البخارى فى المدارس وغيرها ما حكم هذا التدريس المذكور على هذا الأسلوب المذكور فى جوف هذا البيت العتيق المحترم مهبط الرحمة والنور أفتونا مأجورين أثابكم الله الجنة.
الجواب الذى أعطى ردا على السؤال المذكور :
الحمد لله لا شك أن النبى ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ بعث بلسان الشرع وقد أمره الله بتبليغ الشرع قال عز من قائل : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) (المائدة : ٦٧). أو رسالاته أى وإن لم تبلغ بعض ما أمرت به فحكمك حكم من لم يبلغ شيئا والمبلّغ الكتاب العزيز والسنة الشريفة التى هى أقواله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وأفعاله وتقريراته وعزمه وهمته ، فكل من الكتاب والسنة مأمور بتبليغه : (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) (النحل : ٤٤) والبيان بالسنة وهى وحى قال الله جلّ ثناؤه : (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) (النجم : ٣ ، ٤) وقد بلغ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ جميع الموحى إليه من الكتاب والسنة وقد شهد له المولى ـ جل جلاله ـ بتمام التبليغ فقال (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) (المائدة : ٣) ودخل ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ البيت الحرام وفاقا وخلافا خمس مرات إلا أن بعضها