وهكذا نحو مما تعرضوا له من المصائب والقحط وهذا الحجر موجود إلى هذا اليوم ، وبناء على قول ابن حجر كلما سرق من بيت الله حجر أو أشياء أخرى يتعرض أهل مكة لمرض مهلك ينتشر إلى جميع البلاد الأخرى ، وكان قد سرق فى وقت ما حجر من أحجار بيت الله فظهرت أمراض مهلكة فى مكة الله وانتشرت إلى أكثر البلاد ، وفى نهاية الأمر خرس لسان السارق ومات ووجد الحجر المسروق فى ميراث ذلك الرجل وأعيد إلى مكانه ، ورفعت تلك الداهية الدهياء من فوق العباد.
الأثر السادس : مقام إبراهيم :
يطلق مقام إبراهيم على ذلك الحجر المبارك الذى استخدمه إبراهيم ـ عليه السلام ـ كسقالة عند بناء كعبة الله المعظمة.
وبناء على هذا التعريف فإن هذا الحجر الذى يطلق عليه مقام إبراهيم هو الحجر الذى استخدمه إبراهيم ـ عليه السلام ـ كسقالة عندما كان يبنى جدران كعبة الله وحينما صعد إبراهيم ـ عليه السلام ـ فوق هذا الحجر لبناء جدران الكعبة جعل الله ـ سبحانه وتعالى ـ ذلك الحجر كالعجين فغاصت أقدام سيدنا إبراهيم الشريفة فى صدر الحجر حتى كعبها ، وعندما نزل إبراهيم ـ عليه السلام ـ من فوق الحجر رجع إلى هيئته الأولى جامدا كما كان.
وقد رأى أنس بن مالك هذا الحجر الشريف فى الآثار المباركة التى تركها إبراهيم ـ عليه السلام ـ كما يروى صاحب بدائع الزهور بعد التدقيق.
وكان يقول للذين يسألون : إننى رأيت آثار أقدام خليل الله فوق المقام الشريف ، وكانت آثار أصابع قدميه ظاهرة. إلا أن هذه الآثار تكاد تمحى من كثرة ملامسة الناس. إن حجر المقام الشريف الذى يساوى الجواهر لا يشبه الرخام الأبيض ولا الحجارة العادية البيضاء أو السوداء. وفوقه عروق تميل إلى السواد أو الصفار وإن كان لونه قارب لون السكر الخام إلا أنه لم ير فى الدنيا حجر لطيف