لأوهام الخوف ، ومنذ ذلك الوقت أصبحت أذهب عقب كل صلاة إلى جبل الصفا وأمكث فى هذا المكان المبارك الميمون فترة.
نعم :
إن المسعى مكان غاية فى اللطف والسعد ، وقد دفن فى هذا الطريق أنبياء كثيرون وليس هناك نبى لم يسع بين المروتين ، ويجب على الذى يسعى فى هذا المكان أو يمر به أن يتذكر الأنبياء الكرام ويدعو.
ويجب الاستمرار فى قراءة سورة (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) ليس فقط فى مكة المكرمة ، ولكن فى جميع البلاد وكل الأماكن.
فالذين يعتقدون بأن هذه السورة تدفع عن الإنسان الفزع والوهم والخوف لا تعتريهم أوهام الخوف». انتهى.
وتصيب الإنسان حيرة وهو يرى على جانبى طريق المسعى المحال والدكاكين ، ووسط هذه المحال مكان للعبادة ، ويدور فى خاطره استحسان رفع هذه السوق من هناك ، وإذا ما لاحظنا أن هذه السوق كانت موجودة فى أيام النبى صلى الله عليه وسلم ، ولم يأمر بنقلها فلا ينبغى علينا إلا أن نسكت تأدبا قائلين : لا بد أن هناك حكمة من بقاء هذه السوق وهذا من الضرورات الدينية التى يجب أن يسلم بها كل مؤمن.
الأثر الثالث عشر : الحجر الأسود
هو ذلك الحجر السعيد الذى يشبه رأس إنسان والذى وضع فى الركن الشرقى من الكعبة المعظمة على ارتفاع (٣ أقدام و ١٠ بوصات).
وكانت قطعة من هذا الحجر سقطت فى عصر القريشيين وحفظت فى بيت واحد من آل شيبة ، وعندما حدد عبد الله بن الزبير بيت الله فى سنة (٦٤ ه) أحضرها وألصقها بفضة.
وحينما حج هارون الرشيد أدخله داخل غلاف فضى وفى خلال سنة (٤١٣ ه) كسر أحد الملاحدة المصريين فى أثناء طوافه ذلك الحجر بضربة دبوس قائلا : إلى متى سيعبد الحجر ويحترم إن حضرة محمد ـ عليه السلام ـ وعلى ـ رضى الله عنه ـ يمنعاننى من كسر هذا الحجر ، وها أنا ذا كسرت الحجر الأسود بضربة واحدة ، وهدمت بيت الله الواحد. وهجم الموحدون الطائفون على ذلك