والسبب فى ذلك الحادث القتال الذى شب بين الشريف غالب وأخيه الشريف عبد الله ، إذ قام قتال عنيف بين الشريف غالب وابن أخيه الشريف عبد الله فى التاسع والعشرين من شهر صفر الخير. وفى السنة المذكورة أطلقت من القلعة المدافع والبنادق مدة ثلاثة أيام فلم يؤذن فى داخل الحرم لثمانية عشر وقتا من أوقات الصلاة ، ولم تصل صلاة جماعة فى تلك الأوقات المذكورة.
وقد أصابت رصاصة الحجر الأسود فى أثناء ذلك الحادث وكسرت منه قطعة قدرها ثلاثة أصابع وأسقطتها ، فألصقت القطعة المكسورة بمادة لوكون ، وفى سنة ١٢٥٩ ه أمر السلطان عبد المجيد بإدخال الحجر فى ظرف فضى وأعاد تصليح مادة اللوكون بشكل جيد ، وإلى الآن فالحجر الأسود على هذه الحالة ، ولما كان قد ألصق بمهارة ودقة لا يفرق الإنسان إذا كان ملصقا أم غير ملصق ، وهيئة الحجر مربع قريب إلى الاستدارة وحجمه أكبر من شبر وأوسع.
* * *