فى خروج آدم من الجنة» فتجمد الملك من شدة خوفه حجرا ثم أرسل إلى وجه الأرض.
قد كتبت هذه الرواية مترجمة فى تاريخ خميس ، ويؤيد هذه الرواية الحديث الشريف الذى يقول بأن الحجر الأسود سيبعث ملكا ذا عينين ، عندما خلق الله ـ سبحانه وتعالى ـ خلاق العالم ـ الأرواح ، خاطبها قائلا : ألست بربكم ، وأسرعت الأرواح المخاطبة للإجابة قائلة : بلى ، وهذا ثابت عند عموم الناس ومصدق.
وحينئذ خلق نهرا باردا أحلى من العسل ، وأمر بأن تكتب حجة تتضمن إقرار واعتراف الأرواح التى قالت بلى ، واتخذ قلم القدرة الإلهية النهر السالف الذكر مدادا ، وكتب نتيجة إقرار الأرواح ، ووضعت تلك الاعترافات فى داخل الحجر الأسود وعبئ بها. واستلام الحجر الأسود الآن تصديق بذلك الإقرار الأزلى ويذكر به. لأجل ذلك قال الإمام الباقر فى أثناء استلام الحجر : «اللهم أمانتى أديتها وميثاقى وفيت به ليشهد لى عندك بالوفاء» وهكذا أيد إقراره الأزلى.
كان لون الحجر الأسود حينما نزل على الغبراء ناصع البياض نقيا لامعا ، ولكن أخطاء البشر المستمرة ، ولمس واستلام النساء الحوائض للحجر ؛ أدى إلى تغير لونه فأصبح حالك السواد.
قال عبد الله بن عمر رضى الله عنه : «إن جبريل عليه السلام حمل جوهرة الحجر الأسود من خزانة الجنات ، كلما كان ذلك الجوهر الحجرى فى نفوسكم يزيد الخير والبركة ... فلتحذروا أن تستهزئوا به وتحقروه وإلا فجبريل ـ عليه السلام ـ يرفعه من هنا ويوصله إلى مكانه القديم». وهكذا كان ينصح أهل مكة ويبين لهم مزيته وعظمته.
وفى الواقع أن ذلك الحجر غاب فترة ما فى عهد الجراهمة والعماليق والخزاعيين ، وعندما ترك مضاض بن عمرو بن الحارث الجرهمى حكومة مكة الله المعظمة لأحفاد بنى إسماعيل ، وتفرق مع قومه فى البلاد المجاورة ، أخرج حلية جمال كعبة الله ، الخال الأسود ، الحجر الأسود من مكانه ورماه فى بئر زمزم.