إعادة الحجر الأسود
إلى مكة المكرمة
ولما رأت طائفة القرامطة بعد هلاك أبى طاهر أن أفكاره غير قابلة للتنفيذ ، ولا تروج قرروا إرسال الحجر الأسود مع شخص يسمى ثبير ، أو سنبر بن الحسين إلى مكة المكرمة ، وعرضوا الأمر على ثبير ونال ذلك القرمطى شرف وضع الحجر الأسود فى مكانه ، إذ وصل إلى مكة فى يوم النحر بعد أن كان قد بدأ رحلته فى أواخر سنة ٣٣٩ ه.
قد سر المكيون أعظم سرور بوصول الحجر الأسود ، ووضعوه فى داخل كعبة الله خوفا من حدوث فجيعة أخرى ، وبعده أعدوا طوقا فى ثقل (٣٠٣٧) درهما ووضعوا الحجر فى مكانه القديم.
وكان السلطان عبد الحميد خان قد جدد ذلك الطوق ومازال عليه طغراء السلطان المشار إليه.
قصة غريبة
قال : ثبير بن الحسين الذى أحضر الحجر الأسود إلى مكة عندنا حجارة سوداء كثيرة فاختاروا من هذه الحجارة حجرا أسود لكعبة الله. ووضع على الأرض بضعة من الحجارة السوداء ، وكانت هذه الحجارة تشبه بعضها بعضا بحيث لا يمكن لإنسان أن يفرق بينها قيد أنملة. لم يستطع أهالى مكة أن يفرقوا بين تلك الحجارة وعرضوا الأمر على أحد الكرام.
وطلب ذلك العالم أن ترمى جميع الحجارة فى داخل حوض الماء ، فرسبت جميع الحجارة فى القاع إلا حجر ، أخذ يطوف فوق الماء وقال عنذئذ هذا هو الحجر الأسود صنوا الجواهر الذى نريده ، فأشار بإصبعه إليه ، وإذا بالقرمطى ثبير كان قد وضع علامة على الحجارة الأخرى ، وقد عاين الحجر الذى اختاره العالم الجليل ثم قال نعم هذا هو الحجر الأسود الذى نقله أبو طاهر إلى بلاد هجر ، لأننى كنت وضعت علامة فوق الحجارة الأخرى.