نحو السماء ، وبما أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ قد حفظ الحجر الأسود على قمة هذا الجبل قد عرف قديما بجبل الأمن ، ويروى المؤرخون فى سبب التسمية ثلاثة أقوال :
الأول : ما ذكر من أن الحداد قد أقام فوق قمته.
السبب الثانى : أن الجبل المذكور أخبر إبراهيم ـ عليه السلام ـ بوجود الحجر الأسود فيه.
والسبب الثالث : أن قبيس قد فرق بين عمرو بن مضاض وعشيقته «منية» وقطعت «منية» صلتها بعمرو الذى كان يحبها حبا جنونيا فنذر أن يقتل قبيسا ، ويقضى عليه وكان قبيس قد اطلع على نذر عمرو بقتله ، فهرب من خوفه إلى جبل أبى قبيس ، ولم يعد مرة أخرى فسمى الجبل بجبل أبى قبيس.
والقول المصدق لدى الجمهور هو القول الأول أما القولان الآخران فلا يعتد بهما لدى أهل مكة ، وخلق هذا الجبل قبل الجبال الأخرى ، ووقعت معجزة شق القمر فوق هذا الجبل. وبناء على أشهر الأقوال ، أن إبراهيم ـ عليه السلام ـ قد دعا الناس للحج من فوق قمة هذا الجبل. ومن الأقوال الموثوقة أن الكعبة الشريفة ستزين مثل العروس فوق هذا الجبل مسجد بدون مئذنة من قبل «إبراهيم القيس» وكل واحد من طولى أرضه ثلاثون قدما ، وكل واحد من عرض أرضه عشرون قدما ، وقد عمره فى سنة ٩٧٧ أحد الخيرين من الهنود ، وأضاف له مئذنتين وقبة.
وقد صلى النبى صلى الله عليه وسلم على ساحة هذا المسجد فى يوم فتح مكة ، كما أن بلالا ـ رضى الله عنه ـ قد أذن فوقه فى ذلك اليوم البهيج ، وموقع محراب هذا المسجد هو المكان الذى وقف فيه بلال للأذان كما أن المكان الذى أمامه حيث توجد حجرة هو المكان الذى حفظ فيه الحجر الأسود فى طوفان نوح ـ عليه السلام ـ وعلى قيد (٢٠٠٠) خطوة من الجهة الشرقية لذلك المسجد مرتفع محاط بشىء قديم ، ولكن أحد أصحاب البر والإحسان بنى حوله فى سنة ١٢٩١ ه جدارا فى ارتفاع ذراع ، ونصف وهكذا حفظه من كل سوء.