الكعبة المشرفة. وبعد عشرة أعوام من تعمير الخليفة المقتفى بالله تقادم باب الكعبة وانكشفت أخشابه واستوجب الإصلاح. وفى خلال عام ٥٥٢ أمر الخليفة المقتفى بالله بتغليف الباب المذكور وتزيينه بصفائح الذهب والفضة وبسبب الزلزال الذى وقع بعد سبع سنوات تعرض الجدار اليمانى لبيت الله المعظم للسقوط والانهدام فبادر المستنجد بالله بن المقتفى بالله بإصلاحه وتعميره فى سنة ٥٥٩.
وقوع حريق فى الحرم الشريف للبيت العتيق :
فى ليلة السبت من أواخر شهر شوال عام (٨٥٢) هجرية اندلعت النار فجأة من غرف رباط رامشت المتصل بباب حزورة وباب زيادة إبراهيم ، وامتدت النار إلى جهة الشمال والغرب للحرم الشريف ، وأحرقت سقوفه مع (١٣٦) عمود من الأعمدة الرخامية ، وانطفأت النار بجانب باب العجلة ، لأن السيل الذى حدث قبل الحريق المذكور قد دخل فى المسجد الحرام وأوقع كمر عمودين صلبين عند الباب السالف الذكر وخربه فحدث فاصل كان سببا فى انطفاء الحريق ، ولو لم يكن ذلك الفاصل موجودا كان من المحتمل أن يستمر الحريق ويمتد ، وأبدى موظفو الحكومة وأهل البلاد همة عظيمة فى إخماد الحريق ولكن جميع الجهود ضاعت سدى ولم تنفع فى إخماد الحريق ، ولم تعد الأماكن المحترقة صالحة لأداء الصلاة فامتنع المصلون عن الصلاة فى تلك الأماكن مدة طويلة.
ويرى بعض المدققين أن ظهور السيل العظيم الذى هدم العمودين بالقرب من باب العجلة محدثا الفجوة التى سبق ذكرها كان مقدمة لهذا الحريق ؛ لأن هذا السيل بدخوله الحرم الشريف ارتفع إلى محاذاة القناديل المعلقة بالأعمدة التى تحيط بالمطاف الشريف ، ودخلت المياه فى داخل البيت الحرام من خلال مصراعى باب الكعبة وأسقط العمودين بكمرهما بالكائنين بجانب باب العجلة كما خرب كثيرا من البيوت الرصينة فى داخل المدينة ، وقد سكت بعض المؤرخين عن تعيين سبب الحريق ، وقال بعضهم إن أحد سكان رباط رامشت أوقد مصباحه وخرج خارج حجرته ، وعقب ذلك ظهرت نار من تلك الحجرة ، وأحاطت بالأطراف