أداء صلواتهم عند حلول أوقات الصلاة دون أن يزعجوا جماعات المذاهب الأخرى فى أثناء صلاتهم مقتدين بإمامهم.
وبهذه المقدمة قد جعل ما فى ضميره من عزمه على توسيع المقام موضع الاستشارة والبحث ؛ إلا أنه لم يستطع أن يحصل على الموافقة فى ذلك اليوم ، وفى اليوم الثانى كون لجنة حتى يستطيع أن يبنى المقام المذكور وفقا لخريطة أفكاره ، وقد حصل على موافقة العامة على البناء ، وفعلا بنى مقاما فخما وفق ما رسم خياله فى ذهنه من رسم مطبوع وشكل مرغوب ، كما رفع فوقه قبة جديدة ثم عمر وأصلح ما يجب تعميره ، وهكذا شيد وبنى الحرم الشريف على شكله ذاك فى أيامه وذلك فى سنة (٩٢٣).
قد دام المقام الشريف الذى شيده مصلح الدين أفندى فترة طويلة إلا أنه احتاج للتعمير والترميم بفعل الزمن لذا هدمه حاكم جدة (خوش كلدى) من أساسه ، وبنى مكانه مقاما مربعا لا يدانى فى الجمال من طابقين ، وخصص الطابق الأعلى للمؤذنين والطابق الأسفل لجماعات الحنفية ، وما زال ذلك المقام قائما بالطرز الذى بناه عليه (خوش كلدى بك) ولكنه وسع وجدد فى سنة (١٠١٧) ، وأصلح وعمر فى سنة (٢٥٩) كما ذكر فى الصورة الثانية من الوجهة الخامسة.
عندما وفق (خوش كلدى بك) فى تجديد البناء العالى للمقام الحنفى فنظم غبارى أفندى تاريخا لطيفا.
قطعة
المقام الخاص بسلطان الأئمة |
|
إذا أصبح معمورا بمحامد ومحامد |
طاف بسمعى من العاكفين بكعبة الأنس |
|
اسمه هو (خير المساجد) |
إذا لم يكن هو خير المساجد |
|
فلم يكن التاريخ خير المساجد |
سنة ٩٤٩