كان شخص يسمى أبو بكر بن مزهر (١) قد صنع فسقية فى اتصال عقد «باب الرحمة» وكانت فسقية ذات قبة سنة ٨٩٣ ه ، وما زالت هذه الفسقية إلى يومنا هذا. ويقع فى الجهة اليمنى لمن يدخلون إلى مسجد السعادة من هذا الباب صنبور كان السلطان عبد المجيد قد أسسها قبل تجديد المسجد الشريف ، وهذا الصنبور أمام السبيل والميضأة اللتين أقامهما السلطان أحمد خان ولم يكن للمسجد قبل ذلك باب سوى هذا الباب أى باب الرحمة فى الجهة الغربية منه ، هذا الباب فى يومنا الحالى هو الباب الثانى فى الجدار الغربى للحرم الشريف ، وعلى طاق هذا الباب كتبت الآية الكريمة ، بسم الله الرحمن الرحيم ، قال الله تعالى فى كلامه الكريم :
(قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر ٥٣).
صدق الله العظيم ، وفى الطرف الداخلى لهذا الطاق :
(وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) (الأنعام ٥٤).
وعلى المصراع الشرقى (يا مفتح الأبواب) وكذلك على المصراع الغربى (افتح لنا خير الباب) مزدوجا ، وعلى حلقتى المصراعين (لا إله إلا الله محمد رسول الله) والبسملة الشريفة سالفة الذكر ذهّبت ونسقت على هيئة الطغراء الغراء.
٤ ـ باب السلام :
الرابع من أبواب مسجد السعادة الموجودة الباب الذى يعرف باسم «باب السلام» وبما أن ذلك الباب كان لصق بيت مروان بن الحكم كان يعرف فى حياته ب «باب مروان».
وهدم سيف الدين قلاوون من الملوك المصرية فى سنة ٨٨٦ ه بيت ابن الحكم
__________________
(١) كان أبو بكر بن مزهر رئيس ديوان الإنشاء للحكومة المصرية ويعرف باسم «المقر الزينى» وكانت لهذا الشخص مدرسة فى ناحية باب الرحمة.