فى ذكر المساجد التى صلى فيها سيد الزاهدين
محمد صلى الله عليه وسلم
صلاة العيد ومنازل الصحابة الموجودة فى طريقها
أول صلاة عيد أداها إمام الأنبياء ـ عليه أعظم التحايا ـ فى المدينة هما صلاتا عيد الفطر وعيد الأضحى اللتان أداهما النبى صلى الله عليه وسلم فى السنة الثانية للهجرة.
وبناء على قول الإمام الواقدى أن النبى صلى الله عليه وسلم صلّى هاتين الصلاتين للعيدين فى المكان الذى خلف بيت حكيم بن عدى بن بكر بن هوازن والمستقر بجانب أصحاب المحامل.
وحمل معه الحربة التى أعطاها النجاشى ملك الحبشة للزبير بن العوام.
ويحمل أئمة المدينة اليوم وهم يذهبون لأداء صلاة العيد تلك الحربة معهم. وكان ذلك الميدان فى الجهة الغربية فى المصلى المشهور الذى سبق تعريفه ، وفى اتصال حديقة «العريضية لا من جهتها الشمالية». وأحيط أخيرا بسور من جهاته الأربعة واتخذ مسجدا.
وعند ما حاصر المصريون حضرة عثمان بن عفان وضيقوا عليه الخناق وأمّ على بن أبى طالب الناس فى هذا المسجد بقى اسمه «مسجد على» وإن كان هذا ما يروونه إلا أن عليا بن أبى طالب لم يكن يؤدى الصلاة فى مكان لم يصل فيه نبينا إمام قبلة الدين ـ عليه السلام ـ وبناء عليه يلزم ألا يكون لهذه الرواية أساس.
ويروى بعض المؤرخين أن أبنية ذلك المسجد قد اندرست مع مرور الزمن ولم يبق لها أثر ، وقد اعتادت قوافل الحجاج أن يدفن فى خرائبه جنازات من يموتون