العيد بعد ذلك فى هذا المكان فى حياته ، هذا هو المروى وهذه الرواية جديرة بالترجيح على تدقيقات الإمام الواقدى وإبراهيم بن موسى لقول ابن شيبه ناقلا عن شيخه ومصاحب الإمام مالك : من باب مروان ـ أى من الباب الذى عرف بباب السلام ـ إلى مسجد السعادة ومصلى العيد ألف ذراع وليس فى المدينة المنورة فى طريق مصلى العيد مكان أقدس من مصلى العيد بعد المسجد النبوى الشريف.
ينقل عن جناح النجار أنه قال : كنت قد ذهبت إلى مكة مع أخت سعد بن أبى وقاص «عائشة» فقالت لى فى أثناء الطريق : «أين تقيم فى المدينة؟» فقلت لها : أسكن فى بيت قائم على رصيف من أرصفة باب السلام. عندئذ قالت لى : «إذا كان كذلك فلا تترك هذا البيت ، لأن والدى سمع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن ما بين مسجدى والمكان الذى صلى فيه العيد جنة من رياض الجنة» ، وبهذا بين قداسة الطريق الذى بين المسجد الشريف ومصلى العيد وعرف أشرفيته.
وكلما كان النبى صلى الله عليه وسلم عائدا من أحد أسفاره ويصل إلى مصلى العيد ، يستقبل القبلة ويدعو. وكان يذهب من طريق لأداء صلاة العيد ويعود عن طريق آخر ، كان يذهب إلى المصلى من شارع باب السلام ويعود من الطريق الذى يمر من أمام دار عمار بن ياسر وكان الصحابى أبو هريرة يتباهى ويتفاخر قائلا : «إن زاوية دارى أحب إلى وأجمل من كل شىء وكيف لا تكون كذلك؟! والنبى صلى الله عليه وسلم كان يذهب من إحدى زواياها إلى مصلى العيد ويعود من زاويتها الأخرى».
وقد خرب مصلى العيد النبوى وفيما بعد جدد فى سنة ٧٤٨ ه من قبل السلطان ناصر الدين حسن بن قلاوون ، وإلى الآن فوق طاقة حجر كتبت عليه العبارة الآتية : «قد جدده شيخ الحرم النبوى عز الدين بإدارة ناصر حسن بن محمد بن قلاوون سلطان مصر سنة ٧٤٨».
ويقع المسجد المذكور فى الجهة اليسرى من حديقة «عريضية» وكان قد جدد