مع مرور الأيام.
وبناء على قول بدر بن فرحون ، أن الشهيد نور الدين هو الذى أجرى أولا هذا الماء
وعمره بعد الخراب وأجراه الأمير ودى. وإن كان الماء الذى جلبه حضرة معاوية ـ رضى
الله عنه ـ فى داخل هذا الوادى إلا أنه غاب تحت الرمل مع مرور الزمن وخربت مجارى
الاثنين ولم يبق لهما اسم ولا أثر. وما زالت خرابتهما ظاهرة للعيان.
كانت أسماء ومنابع
المياه التى ذكرت إلى الآن فى الأوائل مختلفة. ثم جمعت كلها وأوصلت إلى المقسم
الذى صنعه مروان بن الحكم. ثم وزعت على مناهل محلات دار الهجرة. فأصبح اسمها كلها
عين الزرقاء ولا يوجد فى المدينة المنورة ماء غير عين الزرقاء كان اسم عين الزرقاء
القديم عين أزرق لأن مروان بن الحكم الذى جلب هذا الماء أزرق العينين وصادف ظهور
هذا الماء لوقت ولايته ؛ لذا أسموا الماء علين الأزرق وتسمية هذا الماء بهذا الاسم
لا بأس به من قبيل تسميته الشىء باسم موجده.
وإن كان أهل
المدينة قد حلّت مشكلة الماء بالنسبة لهم بعد أن جمعت المياه كلها فى عين واحدة هى
عين الزرقاء إلا أن طرف عين الزرقاء لم تعمر لمدة طويلة وملأت السيول مجرى الماء
بالرمال وخربته ، فأصبح الناس بدون ماء مرة أخرى. وبناء عليه احتاج أهل المدينة
لتضحيات كثيرة لجلب الماء من وادى العقيق.
وعرض الأمر على
السلطان سليمان فالتزم السلطان جانب إراحة أهالى المدينة بأى صورة كانت.
صدر الأمر
السلطانى بذلك فعمرت طرق عين الزرقاء تعميرا جيدا وعمق مجراها القديم وطهر وهكذا
أنقذ أهل المدينة من خطورة قلة الماء فى سنة (٩٣٢ ه) ولكن السيول المفزعة التى
تظهر من حين لآخر والتى توقع أهالى الحرمين فى بحار الاضطراب خربت مرة أخرى مجرى
عين الزرقاء فاشترى السلطان مراد خان فى سنة ٩٩٠ بئر غربال التى تزيد على عين
الزرقاء بعشرة