بعضنا ، شفاء لمريضنا ، بإذن ربنا» ، ثم يشرب كل واحد منكم من هذا الماء ، ففعلوا مثل ما أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فنجوا من مرضهم ، إن هذا الحديث يكفى للدلالة على أن تراب المدينة شفاء محض.
فائدة
كان قريبا من حديقة «مدشونية» حفرة ، وكان أهل المدينة يأخذون من هذه الحفرة قليلا من التراب وكانوا يسقونه لمرضى الحمى كما ذكر فى الحديث الشريف ، قال ابن النجار : إننى قد رأيت تلك الحفرة ، وما زال الناس يأخذون ترابها ويرسلونه إلى أطراف البلاد بأمل الشفاء ، ويروون أن من يتداوى به يشفون من أمراضهم ، وقد استعملته بنفسى.
وقال الإمام السمهودى : «إن الحفرة المذكورة ما زالت فى زمنه وإن الناس يأخذون من ترابها ويرسلونه إلى بلاد بعيدة ، كما أن علماء السلف قد أروا تلك الحفرة لتلاميذهم فاكتسبوا الشفاء باستعماله وكثيرون من الصالحين استعملوه وشفوا».
ثم قال : إننى تأكدت من صحة ما يقال باستعماله شخصيا «ثم أضاف : كان أحد أقاربى تعرض لمرض الحمى ولم يستطع أن يتخلص منها مدة عام كامل ، فأخذت مقدارا من التراب وضعته فى ماء كما سبق توضيحه وسقيته بعد التفل ، قد شفى المريض فى ذلك اليوم وقام على رجليه» وبكلامه هذا أكد رواية ابن النجار وصدقها.
ويبتدر بعض الناس الآن غسل المريض بالحمى بأخذ تراب من حفرة ما معتقدين أنها تلك الحفرة المذكورة ويخلطونه بمقدار من الماء ولكن الأولى أن يستخدم وفقا للرواية التى سبق ذكرها آنفا ، ثم الاغتسال بعد ذلك حتى يشفى وفق مفهوم الحديث سالف الذكر ، والله الشافى.
أنا المؤلف لم أوفق فى زيارة حفرة المدشونية ، ولكننى رأيت بعض الناس يأخذون تراب تلك الحفرة وبعد التخمير يمهرونه بمهر خاص بتراب بتراب خاص ويوزعونه على الحجاج مقابل عطاياهم ، إنه تراب مائل إلى اللون الأبيض ، وإذا