وإنه قد عين من قبل الله سبحانه وتعالى كثير من الملائكة فى طريق المدينة ليحولوا دون دخول الطاعون والدجال فيها ، كما جاء فى الخبر ، وإن كان الدجال سيقدم إلى قرب سور المدينة إلا أنه لن يستطيع الدخول فى داخل المدينة ، ليس هناك بلاد مصونة من دخول الدجال غير الحرمين ، وليس فى الحرمين شارع يخلو من حراس من الملائكة ، وسيتوجه بالدجال عن طريق الشرق إلى المدينة الأمينة وسيتعرب من خلف جبل أحد وعندما يصل إلى هذا الجبل سيعيده الملائكة إلى مكان ظهوره ويهلكونه ، وسيكون للمدينة فى ذلك الوقت سبعة مداخل وسيكون فى كل باب ملكان والمنافقون سيخرجون من هذه المداخل ويبايعتون الدجال.
ووقف النبى صلى الله عليه وسلم يوما من الأيام بين رايتين وخاطب أصحابه قائلا : «ما أجمله من مكان المدينة المنورة ، عندما يخرج الدجال فى يوم الضلالة ستحمى الملائكة شوارع المدينة وأطرافها ، ولن يدخلوه إلى المدينة ، وإنه لن يبقى منافق لا يبايع الدجال فى ذلك اليوم وسيكون معظمهم من طائفة النساء ، إن اسم ذلك اليوم يوم «الخلاص» وفى يوم الخلاص ستطرد المدينة المنورة المنافقين وتزيلهم عن المدينة كما يزيل كير الحداد وسخ الحديد وينقيه ، وسيكون مخيم الدجال فى ذلك الوقت فى مكان يسمى «مجمع السيول» وسيكون معه سبعون ألفا يهوديا مسلحا ، وخاطبهم فى يوم آخر قائلا : «يا أهل المدينة! تذكروا يوم الخلاص!» وأجاب على سؤال الصحابة» أى يوم ، يوم الخلاص؟» هو اليوم الذى سيتوجه فيه الدجال إلى المدينة المنورة ، ويأخذ المنافقين والمشركين فى دائرة بيعته ويظل المؤمنون وحدهم إذ تخلصوا منهم».
لم يتفق الأئمة الكرام فى تعيين المحل الذى سينزل فيه الدجال فى المدينة المنورة فقال الإمام أحمد بن حنبل : إنه سينصب خيامه فى ممر محل يطلق عليه «جرف» ، وقال ابن ماجه إنه سيعسكر فى مكان ينتهى إلى ممر جرف من الطريق