بوضع نظام تقسيم مخصصات كل فرد إلى اثنى عشر شهرا وإعطائها لهم فى كل شهر.
وحتى تعطى هذه الرواتب الشهرية وتوزع فى صورة منتظمة شكل مديرية خزانة المدينة المنورة وعين لها موظفين وبين لكل واحد منهم وظيفته ، ويسلم الآن أمناء الصرة ما حملوه من الأمانات لخزانة المديرية بموجب الدفاتر كما أن موظفى الخزانة يوزعونها شهرا بشهر لأصحابها ، ومديرية الخزانة دائرة غاية فى النظام فلها دفاترها المنظمة ، وسجلاتها التفصيلية ولها محققوها ومدققوها ، وتجرى معاملاتها فى دائرة النظم الموضوعة.
ولا يضيع حق أحد فى ظل حضرة الخليفة العادل ، ولا يبرز إنسان قائلا : «قد أضيع وأخفى». وذلك فى سنة ١٢٣٣ ه ، انتهى.
وقد أصبح المسجد النبوى فى أشد الحاجة إلى الإصلاح ، فأعلم والى مصر محمد على باشا مركز السلطنة العثمانية بذلك ولما جاء الرد لمحمد على باشا يطلب منه أن يعين رجلا مناسبا لأمانة البناء لتعمير الحرم النبوى على أحسن وجه ، فكوفئ كاتب الديوان المصرى طاهر أفندى وهو من صلحاء الرجال المصريين بتعيينه أمينا للبناء وأرسله إلى المدينة المنورة ذات الشرف العالى.
ووصل طاهر أفندى إلى دار الهجرة واطلع مع وجوهها واتفاق آرائهم على حرم السعادة ، وقرر تعمير وتقوية قبة حجرة السعادة وأحاط الحائط الذى بنى فى عهد عمر بن عبد العزيز بسور آخر ، فأحكم تشييد القبة الخضراء على وجه لائق بكل تعظيم وتوقير.
واهتم قاضى البلدة وشيخ الحرم النبوى وأعيان البلد وكبار موظفى الدولة بأداء الخدمة وهم لابسون أفخر ثيابهم ، وبعد أن عمر الحجرة المعطرة على الوجه الأكمل جعل النقاشين الذين أرسلوا من باب السعادة يصبغونها وزين جدرانها برسوم مختلفة الشكل ثم كتب الحديث الشريف فوق الباب الخشبى الذى يقع