فى جهة المرقد النبوى من محراب النبى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من زارنى بعد مماتى فكأنما زارنى فى حياتى ، ومن زارنى وجبت له شفاعتى» ، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كتبه الفقير قوناقجى زاده إبراهيم النقشى ثم كتب على رخام مستدير فى الجهة الداخلية من باب جبريل عبارة : «عمر السلطان الغازى محمود خان نصره الله تعالى سنة ١٢٢٨» ، وفى الجهة الداخلية من جهة اليسار كتبت جملة : «عمر الحرم الشريف أمين كاتب الديوان المصرى محمد طاهر ١٢٢٨ وذهبها».
وقد وفق السلطان محمود خان العدلى فى إحياء هذه المآثر لوالى مصر محمد على باشا بتعمير وإصلاح المساجد والآثار التى تخربت وإحيائها وكتب بذلك إلى والى جدة ومحافظ المدينة المنورة نجله النجيل إبراهيم باشا وأرسل ما يلزمه من المبالغ ولوازم البناء قدر ما بلغ ، واستدعى إبراهيم باشا من باب السعادة ومصر مهرة العمال الذين تمرسوا فى دقائق أعمال البناء.
كما جلب من الشام قوالب الصينى وابتدر فى تعمير هذه الآثار وإحيائها ، وجدد أولا داخل حرم مسجد الحبيب والقبة الخضراء وخارجها وبعد ذلك أضرحة البقيع ثم أبنية المساجد والمشاهد فى صورة لائقة ، ثم وضع قطع الرخام التى وردت من باب السعادة فوق كمرات أبواب الأضرحة وزين كل مسجد وكل أثر كحسناء محبوبة ، وعين أصحاب الأضرحة بكتابة الأبيات فوق طاقاتها ولم يترك حاجة للزوار للسؤال عن أصحاب تلك الآثار ونوعها.
إذا كان قد كتب فوق قطع الرخام التى أرسلت من باب السعادة والتى وضعت وألصقت فوق أبواب هذه الآثار والأضرحة كتب عليها بعبارة مختارة وأحيانا بينت أسماء أصحاب الأضرحة وحقيقة الأثر وكنهه ، وكانت الأبيات المذكورة ثمرة قريحة ابن كيجة جى عزت منلا المرحوم من شعراء عهد السلطان محمود خان العدلى المشهورين قد كتبت وحكّت مذهّبة فى باب السعادة ، وما زالت منها مذكورة فى بحث تعريف الآثار والأضرحة.