رخامة الطغراء فوق طاق باب السلام مصدقا رواية مسافرى مكة وكان بدل باسم السلطان عبد العزيز خان بعد الاستئذان كان سينال رضا السلطان بناء على أقوال المنافقين الذين تدخلوا فى الموضوع ، وسيحظى بالتفات ونعم السلطان ، ولم يكن هناك شبهة أنه سينال الترقية فى المناصب الدنيوية ولكنه بما أنه رفض أن يختار طريق الخداع والكذب للحصول على المراتب الدنيوية لأجل اجتنابه النواهى الإلهية لأنه كان سيتعرض للمسئولية وغضب الله ، ولا شك أن عرض الإخلاص والعبودية عن طريق الحيل والخدع والدسائس لم يكن أمرا مقبولا ولا مقدرا لدى السلطان عبد العزيز خان ، فلنفرض أن بعض أجزاء من حرم السعادة قد تم تعميره فى عهد السلطان عبد العزيز واكتملت تعميرات المبانى فى زمنه أليس الحكم بأن تعمير المبانى قد تم فى عهد السلطان عبد العزيز خان دون النظر إلى ما بذله السلطان عبد المجيد من الجهود والهمم فى خلال اثنى عشر عاما منافيا لقاعدة العدل والإنصاف ومغايرا لرضى عبد العزيز خان الذى يتصف بحبه للحق والإنصاف.
٢ ـ الحكاية الثانية :
قبل أن يرى خبر وفاة السلطان عبد المجيد خان بشهر ، قد رأى أحد سكان المدينة المنورة ممّن يظن بهم الصلاح والزهد رأى فى رؤياه أنه كان فى داخل الروضة المطهرة وإذا بذات عالى القدر ذات احتشام ملكى يدخل من باب السلام بكل وقار ووقف أمام باب الوفود وبعد فترة فتح باب الوفود وأدخل ذلك الشخص ذا السمات الروحانية داخل حجرة السعادة ، هذا ما شاهد ورآه ، وقد انتظر صاحب الرؤيا فى الروضة المطهرة إلا أنه رأى أن الشخص عالى القدر الذى أخذ داخل الحجرة النبوية لم يخرج خارجها ، واستيقظ حينئذ من نومه وبعد فترة تلقى نبأ وفاة السلطان عبد المجيد خان واطلع بعد الحساب أن ارتحال السلطان المذكور يوافق الليلة التى رأى فيها الرؤيا ، وعبّر رؤياه بأن ما قدم ذلك السلطان من خدمات عظيمة لحرم السعادة قد حظى بالقبول عند الرسول صلى الله عليه وسلم ، وفعلا فإن هذا التعبير صحيح وهو عين الواقع.