وبناء على ما يروى من هذا الشخص المبارك الذى رأى الرؤيا أن الشخص الذى قبل فى داخل الحجرة كان لابسا ملابس بيضاء من رأسه إلى أخمص قدميه وكان خلفه رجل يحمل سيفا ، والمظنون أن هذا الشخص هو السلطان عبد العزيز خان ، قد عاد بعد دخول السلطان عبد المجيد خان فى حجرة السعادة بكل وقار وسكينة وبعد مرور خمس أو عشر دقائق دخل فى حرم السعادة عدة أنفار من الجنود ذات عمائم خضراء وأحذية سوداء.
وقد أخبر صاحب الرؤيا أن أشكال هؤلاء الأنفار كانت تشبه للجنود الذين كانوا يرافقون الحاج وسيم باشا الذى أتى بأمر تولى عبد العزيز خان الحكم خلفا للسلطان عبد المجيد ، وذلك عندما جاء ذلك الباشا إلى المدينة المنورة.
ولا شك أن الذين يعرفون عظمة ما يكنه السلطان عبد المجيد من المحبة والعبودية لسلطان الأنبياء ـ عليه الصلاة والسلام ـ سيصدقون صورة تعبير هذه الرؤيا.
وبناء على ما سطر فى تواريخ الحرمين القديمة وما يجرى على ألسنة سكان دار الهجرة ليس هناك ملك جلس على كرسى العرش مثل السلطان عبد المجيد الذى أنفق من النقود وبذل من الجهود لتجديد مسجد السعادة وتعميره وتزيينه ، وبما أن المشار إليه قد جعل جميع أفكاره وشعاراته الملكية لخدمة سلطان الأنبياء فى كل آن وساعة وعرض عبوديته الصحيحة المخلصة يرون ظهور بعض الكرامات على يدى ذاته الملكية.
قد تعرض مصطفى عشقى بن عمر أفندى من أفاضل مجاورى المدينة المنورة لعلة القلب وتعرض من جراء ذلك إلى مضايقات وصعوبات فى إدارة وإعاشة أولاده ؛ وعليه قرر فى فترة ما ترك المدينة المنورة والسياحة فى بعض البلاد ، واستأذن من الحجرة المعطرة ، وبناء على الأمر الذى صدر جاء إلى إستانبول دار الأمان فى سنة ١٢٩٧ ه وقد سطر فى آخر الكتاب الحالات التى أجبرته على