ـ حين أفاق ـ وهو كما حاكى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم » (١).
ومن أمثلة دعاء أمير المؤمنين علي عليهالسلام : ما ذكره خواجه بارسا بقوله : « روى الامام المستغفري رحمهالله بإسناده : أن أمير المؤمنين عليا رضياللهعنه سأل رجلا عن حديث في الرحبة فكذّبه ، فقال : إنك كذّبتني. قال : ما كذّبتك. قال : فأدعو الله سبحانه عليك إن كنت كاذبا أن يعمي بصرك. قال : فادع الله عز وجل. فدعا عليه أمير المؤمنين علي رضياللهعنه فعمي بصره ، فلم يخرج من الرحبة إلاّ وهو أعمي » (٢).
ورواه عبد الرحمن الجامي عن المستغفري كذلك (٣).
و« المستغفري » راوي هذه القصة من مشاهير علمائهم ، ترجم له عبد القادر القرشي بقوله : « جعفر بن محمد بن المعتز بن محمد بن المستغفر النسفي المستغفري خطيب نسف ، كان فقيها فاضلا ومحدثا مكثرا صدوقا حافظا ، لم يكن بما وراء النهر في عصره مثله ، وله تصانيف أحسن فيها. سمع أبا عبد الله محمد بن أحمد غنجار الحافظ ، وزاهر بن أحمد السرخسي. روى عنه أبو منصور السمعاني. مولده سنة ٣٥٠ ومات في سلخ جمادى الأولى سنة ٤٣٢ بنسف » (٤).
وترجم له محمود بن سليمان الكفوي بقوله : « الشيخ الامام الخطيب الحافظ أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز بن محمد بن المستغفر بن الفتح المستغفري النسفي. كان رحمهالله فقيها فاضلا محدثا صدوقا يرجع إلى معرفة وفهم وإمعان ، جمع الجموع وصنّف التصانيف وأحسن فيهما ، لم يكن بما وراء النهر في عصره من
__________________
(١) الدر المنثور ٤ / ١٠٨.
(٢) فصل الخطاب لمحمد خواجه بارسا الحافظي.
(٣) نفحات الانس : ٢٥.
(٤) الجواهر المضية في طبقات الحنفية ١ / ١٨٠ ـ ١٨١.