« الحجة » في الاصطلاح
قال الذهبي : « فأعلى العبارات في الرواة المقبولين : ثبت حجة ، حافظ ثقة متقن ثقة ، ثقة ثم ثقة ، ثم صدوق ، ولا بأس به ، وليس به بأس ، ثم محله الصدق وجيد الحديث ، وصالح الحديث ، وشيخ وسط ، وشيخ ، وحسن الحديث ، وصدوق إن شاء الله ، وصويلح ، ونحو ذلك » (١).
وقال : « والحافظ أعلى من المفيد في العرف ، كما أن الحجة فوق الثقة » (٢).
وقال العراقي : « قال ابن أبي حاتم وجدت الألفاظ في الجرح والتعديل على مراتب شتى ، فإذا قيل للواحد : انه ثقة أو متقن فهو ممن يحتج بحديثه. قال ابن الصلاح : وكذا إذا قيل : ثبت أو حجة ، وكذا إذا قيل في العدل : إنه حافظ أو ضابط. قال الخطيب : أرفع العبارات أن يقال : حجة أو ثقة » (٣).
وقال السخاوي : « فكلام أبي داود يقتضي أن الحجة أقوى من الثقة ، وذلك أن الآجري سأله عن سليمان بن بنت شرحبيل فقال : ثقة يخطئ كما يخطئ الناس. قال الآجري : فقلت : هو حجة؟ قال : الحجة أحمد بن حنبل. وكذا قال عثمان بن أبي شيبة في أحمد بن عبد الله بن يونس : ثقة وليس بحجة ، وقال ابن معين في محمد بن إسحاق : ثقة وليس بحجة ، وفي أبي أويس : صدوق وليس بحجة. وكأن لهذه النكتة قدمها الخطيب حيث قال : أرفع العبارات أن يقال : حجة أو ثقة » (٤).
وقال القاري : « ثم الحافظ في اصطلاح المحدّثين من أحاط علمه بمائة ألف حديث متنا واسنادا ، والطالب هو المبتدي الراغب فيه ، والمحدّث والشيخ والامام هو الأستاذ الكامل ، والحجة من أحاط علمه بثلاثمائة ألف حديث متنا وإسنادا ،
__________________
(١) ميزان الاعتدال ١ / ٤.
(٢) تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٧٩.
(٣) شرح ألفية الحديث للزين العراقي ٢ / ٤.
(٤) شرح ألفية الحديث للسخاوي ٣ / ٢١.