قال تبارك اسمه وتعالى ذكره : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (الأحزاب : ٧٢).
هذا الإنسان ، هذا الخصيم المبين هل تغير منذ أن أوجد الله الإنسان الذي يدعونه بالعاقل؟ كلا : والقصة تبدأ مع سيدنا آدم وزوجته وولديهما قابيل الذي قتل أخاه هابيل. وحتى كتابة هذه السطور ، وهل مرّت على الإنسانية لحظة بدون ظلم للنفس وللغير أو قتل أو تدمير على يد هذا الظلوم الجهول الذي كرمه المولى (وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً) (الاسراء : ٧٠).
هذا الذي جعله المولى خليفة في الأرض أي صاحب سلطان أعظم فنسي ولم يلتزم بتعاليم الله هل تغير؟ (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) (طه : ١١٥).
هذا الإنسان ، هذا الأكثر جدلا ، الذي قبل وحمل «الأمانة» أي السيادة على جميع مخلوقات الله التي سخرها له : (وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ) شرط ألا يفسد في الأرض ولا يطغى في ميزان الخلق