ولا يتعسف في استعمال هذه «الأمانة السيادة» ، هل كان بمستوى هذه المسئولية الخطيرة ، مسئولية الأمانة على بقية مخلوقات الله؟ كلا!!.
هذا الإنسان : الخصيم المبين ، الظلوم الجهول الهلوع الجزوع المنوع القتور اليئوس الفخور المغرور الكفار المتكبر العاتي المفسد في الأرض سفاك الدماء ؛ إلا القلة ممن هدى واهتدى ، ما وصل إلى هذه الحالة النفسية والاجتماعية والأخلاقية التعيسة التي تلف أكثر المجتمعات اليوم إلا لأنه ترك كتاب الوقاية والصيانة والشفاء للأفراد والمجتمعات : القرآن الكريم ، واتبع دساتيره وقوانينه الوضعية الأرضية ، ونسي أبسط البديهيات : فكل صانع هو أعلم بصنعته : ما يصلحها ويضرها ، والخالق هو الأعلم بمن خلق (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ).
(إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) لنفسه ولأخيه الإنسان ، فهو يبتزه ويسرق موارده وخيراته الأولية ويستعمره في جسده ونفسيته وأرضه بأي وسيلة تتوفر له منذ أن كان الإنسان العاقل وحتى كتابة هذه السطور : يصرف مليون دولار تقريبا في الدقيقة لإنتاج وسائل الفتك والدمار ، ويترك عشرات الملايين من إخوانه يموتون سنويا من الجوع ، ومئات الملايين يعانون من سوء التغذية ، ومليار نسمة في دياجير الجهل والمرض والفقر ، بينما هو يصنع القنابل الجرثومية ويخطط لحرب النجوم ، كدس فوق رأس كل فرد من أفراد البشرية بضعة أطنان من المواد الشديدة الانفجار ، وفي ترساناته الحربية ما يكفي بكبسة زر أو أزرار لمحو كل أثر للحياة على وجه الأرض خمسا وعشرين مرة ، اعتقادا منه أنه يستطيع أن يتحكم تماما بمصانع الدمار الجهنمية هذه.
(إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) نسي أو تناسى محدودية علمه وقدرته ، وتناسى ما يتعرض له كل سنة من كوارث بسبب مصانع الدمار المدمرة لبيئته وما عليها لأنه نسي أو تناسى القانون الإلهي الذي ما وضع إلا للمحافظة عليه