جاءت به الكتب السماوية الحقة ، أي التي لا تتعارض تعاليمها مع المنطق السليم والعلم الثابت الصحيح ، وهي تعاليم الإسلام.
والإيمان هو بنظرنا ضرورة حياتية ، كالطعام والشراب ، إذ لا سعادة للأفراد والمجتمعات بدونه ، وما التعاسة والفقر والخوف والقلق والضياع ، وكلها تلفّ الإنسانية من أدناها إلى أقصاها ، خاصة في يومنا الحاضر ، إلا نتيجة مباشرة لبعد أكثر الأفراد والشعوب عن سلوك طريق الإيمان الصادق.
٢ ـ سبل المعرفة الإيمانية
للوصول إلى المعرفة الإيمانية اليقينية سبيلان :
أ ـ سبيل خاص هو سبيل المعرفة «اللدنية» وهي ما يعلمه الإنسان مباشرة من ربه بالوحي أو بالإلهام والحدس ، وبعد رياضة النفس ومجاهدتها بالتقوى ، وهو سبيل الأنبياء والرسل والقلة القلة ، كبعض الأولياء ممن اختصهم المولى وهيأهم لسلوك هذا السبيل من المعرفة الإيمانية المباشرة التي تسمى بالمعرفة «اللدنية» :
(وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ، أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ). (الشورى : ٥١).
(فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً). (الكهف : ٦٥).
وهذا السبيل الخاص بالمعرفة الإيمانية والذي سلكه المتصوفون ومنهم الصادق ، وهم القلة ، والكثرة الغالبة هم في الحقيقة مرضى الهلوسة العقلية أو الشعوذة ، لا ننصح بسلوكه للعامة فلقد لاحظنا من خلال ممارستنا المهنية العلاجية للأمراض العقلية ، أن كثيرا من الذين يريدون الوصول إلى شيء من اليقين الإيماني وخاصة بالغيبيات ، يحاولون سلوك هذا الطريق الخاص بالمعرفة الإيمانية وبدلا من الوصول إلى الإيمان ، يصلون إلى أقرب