٦ ـ أثر الكتاب في التراث والمعرفة :
إن كتاب و الإمامة والتبصرة من الحيرة ، لأبي الحسن ابن بابويه لمن عيون كتب التراث التي سلمت من غارة الحوادث العاصفة، وخاصة الكتب الباحثة عن موضوع الغيبة ، فهو أسبق ما بأيدينا من كتب الغيبة مؤلفاً وتأليفاً ، فكتب القدماء هي : إكمال الدين للصدوق أبي جعفر المتوفي سنة ( ٣۸۱ ) ثم كتب الغيبة لكل من النعماني تلميذ الكليني ، والمفيد المتوفى ( ٤١٣ ) والمرتضى المتوفى ( ٤٣٦ ) والطوسي المتوفى ( ٤٦٠ ) .
بل هذا الكتاب ، هو الأصل لكثير من الروايات التي أودعها هؤلاء في كتبهم وإذا عرفنا أن هذا الكتاب لم يكن في أيدي العلماء منذ تأليفه أو على الأقل منذ عهد المفهرسين للكتب ، وحتى اليوم ، فلم ينقلوا عنه في الكتب المتأخرة ، سوى ما ذكرناه من نقل المجلسي سبعة من أحاديثه بالرغم من وجوده عنده ، نعرف مدى ما لهذا الأثر الخالد من أهمية .
وأما في مجال المعرفة :
فقد أثر هذا الكتاب آثاراً عظيمة نستعرضها فيما يلي :
١ ـ ما أثبته المؤلف الجليل من البحوث القيمة في مقدمة الكتاب بما له من الأسلوب الرصين والمنهجية ، وعرض الأدلة ولا شك في تأثير ذلك على معارفنا حول الغيبة ، وخاصةً إذا لاحظنا أن المؤلّف عاصر المشكلة .