محمد ، والحسين : فقيهان ، ماهران في الحفظ ، يحفظان ما لا يحفظ غيرهما من أهل قم .
ولهما أخ اسمه الحسن وهو الأوسط ، مشتغل بالعبادة والزهد ، ولا يختلط بالناس ولا فقه له .
هذا هو الأثر الكمي لذلك الدعاء ، وأما أثره الكيفي ، فاسمعه من كلام ابن سورة حيث قال : كلما روى ابو جعفر ( محمد ) وأبو عبد الله ( الحسين ) ابنا علي بن الحسين شيئاً ، يتعجب الناس من حفظهما ، ويقولون لهما : هذا الشأن خصوصية لكما بدعوة الامام عليهالسلام. وهذا أمر مستفيض في أهل قم (١) .
ولقد أصبح ولداه محمد والحسين ، من دعائم العلم والدين ، واليك التفصيل :
۱ ـ اما ابنه محمد ، فهو أبو جعفر ، المشتهر باسم « الشيخ الصدوق » صاحب المؤلفات الكثيرة والمشتهرة ، وأهمها كتاب « فقيه من لا يحضره الفقيه » ثاني الكتب الأربعة التي هي من أصول كتب الحديث عند الشيعة الامامية الاثني عشرية (٢) .
كانت ولادته بدعاء الحجة صاحب الزمان ( عليهالسلام ) ، في أوائل سفارة النائب الثالث ، أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي رضي الله عنه بعد وفاة النائب الثاني الشيخ محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه الذي توفي سنة . ( ٣٠٥ ) .
فتكون ولادته سنة ( ٣٠٦ ) على أبعد تقدير ، وقد توفي سنة ( ٣۸۱ ) .
واحتل الشيخ الصدوق مركزاً جليلاً في أوساط الأمة ، في فترة حياته من
__________________
(١) الغيبة للطوسي (ص ٧ ـ ۱۸۸) .
(٢) حول هذه الكتب ومؤلفيها ، راجع ما كتبه العلامة المحقق الحجة السيد محمد صادق بحر العلوم رحمة الله عليه في كتابه و دليل القضاء الشرعي ، الجزء الثالث ، فقد أشبع الكلام عن ذلك .