وقد أورد الشيخ الطهراني مقدمة الرسالة قال :
الموجود فيها من الأبواب : ( باب آداب الخلوة ) إلى ( صلاة الجمعة ) وكأنه مختصر من ( فقه الرضا ( بل هو مطابق لعين عباراته غالباً ، وأوله :
أنطق بحمد الله بدءاً وعوداً ، وأصلي على محمد أولاً وآخراً ، وأشكر الله إليك يا بني بعد أن أشكره على النعمة فيك ، وأقابل آثاره بالخشوع والاعتراف .
وأوصيك بما أوصى به إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وانتم مسلمون ، واحثك على طاعة الله التي هي عصمة كل متمسك بها ) إلى قوله بعد وصايا كثيرة ) : أحضك ـ يا بني ـ على اقتناء دين الله عز وجل مستعيذاً بالله لي ولك من البعد منه ، متضرعاً إليه عز وجل في القربي والزلفي اليه ، وأمرك أن تؤثر من العلوم المآثر التي هي ملاذ الدين والدنيا وعصمة في الآخرة والأولى ، ومرجئة الفضل في البدوى والعقبي و شرائع دينه القيم وحدود طاعته من الصلاة والزكاة والصوم والحج وآداب النكاح وغيرها، والهداية الى الطريق التي جعلها الله عز وجل سبب هذه الأحوال ، فخذها عني راغباً ، وتمسك بها راشداً وعها حافظاً ، فقد أديتها إليك عن أئمة الهدى مؤثراً ما يجب استعماله ، وحاذفاً من الاسناد ما يثقل حمله ، ويكثر بالتقصاص (ظ) من الكتاب طرقه .
( ثم شرع بالدعاء لنفسه ولولده ، إلى أن قال ) : والصلاة ـ يا بني ـ أول فريضة وأحق شريعة وأفتتح لك سبيلها بما يُفتتح من الوضوء ، وأفتيح الوضوء بما يفتتح منه باب دخول الخلاء ... الخ (۱)
__________________
(١) الذريعة (ج) ١٣ ص ٤٦ ـ ٤٧) والموضوع بين الأقواس من كلام صاحب الذريعة رحمهالله ، وقد أورد بعض الآية المقتبسة فاتممناها .