وأظن قوياً أن العلامة البحراني استنسخ نسخته من نسخة المجلسي للتشابه المحسوس بينهما حتى في اختلاف النسخ ، وإذا اخذنا بنظر الاعتبار ان الشيخ البحراني تلميذ المجلسي قوي هذا الظن وان لم تتأكد منه .
وللعلامة المجلسي مع هذا الكتاب شأن خاص لا بد من الإشارة إليه ، فإنه عد هذا الكتاب من مصادر كتابه الكبير : بحار الأنوار (۱) وقال ـ في الفصل المعد لتوثيق مصادره ـ ما نصه وكتاب الإمامة مؤلفه من أعاظم المحدثين والفقهاء ، وعلماؤنا يعدون فتاواه من جملة الاخبار ، ووصل إلينا منه نسخة قديمة مصححة (٢) .
وعلى هذا ، فلا بد أن يوزع المجلسي روايات هذا الكتاب في البحار ، في الأبواب المناسبة ، كما هو ديدنه مع سائر المصادر ، لكن من الغريب أنه لم يورد في البحار من هذا الكتاب سوى سبعة أحاديث فقط ، معبراً عنه بقوله « الإمامة والتبصرة ، لعلي بن بابويه ، وهي الأحاديث المرقمة في هذا الكتاب ، بالأرقام التالية : ( ٦٧ و ٦٨ و ٨٣ و ٨٤ و ۸۵ و ۸۶ و ۸٧ ) فوجود الكتاب عنده أمر قطعي ، لوجود خطه على النسخة المذكورة وذكره له في المقدمة ، ونقله منه بعض الأحاديث أما : لماذا لم ينقل منه جميع أحاديثه ؟
قد يتصور أن المجلسي اكتفى بوجود هذه الأحاديث في كتب ابنه الصدوق مروية بطريق أبيه ، فلم ير حاجة المواظبته على النقل منه ؟ .
وهذا لا يمكن الاقتناع به أبداً :
فأولاً : المعروف من عادة المجلسي إيراد جميع ما في مصادره من الأحاديث وذكرها في الأبواب المناسبة ، ولو مع التكرار ، حرصاً على تعدد المتون والأسانيد ، فإن مهمته الأساسية هو جمعها وضم بعضها إلى بعض
__________________
(۱) بحار الأنوار ـ الطبعة الحديثة ـ ( ج ۱ ص ٧ ) .
(٢) المصدر نفسه (ج ۱ ص (٢٦) .