فقال : ما أحب أن لي شاهدين من هذه الأمة فيشهدوا لي على ما سألت عنه من هذا الأمر الذي أهمني مكانكما .
وخرج عمار بن ياسر وهو يقول :
سيروا إلى الأحزاب أعداء النبي |
|
سيروا فخيرُ الناس أتباعُ علي |
هذا أوان طاب سلّ المشرفي |
|
وقَوْدُنا الخيلَ وهزُّ السمهري |
يزيد بن قيس وزياد بن النضر
ودخل يزيد بن قيس الأرحبي على علي بن أبي طالب فقال : يا أمير المؤمنين ، نحن على جهازٍ وعدة ، وأكثر الناس أهل قوة ، ومن ليس بمضعَّف وليس به علة ، فمرْ مناديك فليناد الناس يخرجوا إلى معسكرهم بالنخيلة ، فإن أخا الحرب ليس بالسؤوم ولا النؤوم ولا من إذا أمكنته الفرصُ أجّلها واستشار فيها ، ولا من يؤخر الحرب في اليوم إلى غدٍ وبعد غد !
فقال زياد بن النضر : لقد نصح لك يا أمير المؤمنين يزيد بن قيس وقال ما يعرف ، فتوكل على الله وثق به ، واشخص بنا إلى هذا العدو راشداً معاناً ، فإن يرد الله بهم خيراً لا يدعوك رغبةً عنك إلى من ليس مثلك في السابقة مع النبي ( ص ) والقدم في الإِسلام والقرابة من محمد ( ص ) . وإلا يُنيبوا ويقبلوا ويأبوا إلا حربنا ، نجد حربهم علينا هيّناً ، ورجونا أن يصرعهم الله مصارع إخوانهم بالأمس .
رأي عبد الله بن بديل
ثم قام عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي فقال :
« يا أمير المؤمنين ، إن القوم لو كانوا الله يريدون ، أو لله يعملون ، ما خالفونا ، ولكن القوم إنما يقاتلون فراراً من الأسوة (١) وحباً للأثرة ، وظناً بسلطانهم ، وكرهاً لفراق دنياهم التي في أيديهم ، وعلى إحنٍ في أنفسهم ، وعداوةٍ يجدونها في صدورهم ، لوقائع أوقعتها يا أمير المؤمنين بهم قديمةٍ ، قتلت فيها آباءهم وإخوانهم .
__________________
(١) الأسوة : المساواة في الحقوق .