عمار بن ياسر ، فحملوا عليهم فنقضوا صفوفهم .
ومر على جماعةٍ من أهل الشام بصفين ، منهم الوليد بن عقبة وهم يشتمونه ويقصبونه ( يسبونه ) فأخبر بذلك ، فوقف على ناس من أصحابه وقال : انهدوا إليهم وعليكم السكينة والوقار وسيماء الصالحين أقرِبْ بقوم من الجهل قائدهم ومؤدبهم معاوية وابن النابغة وأبو الأعور السلمي وابن أبي معيط شارب الحرام والمحدود في الإِسلام ، وهم أولاء يقصبونني ويشتمونني وقبل اليوم ما قاتلوني وشتموني وأنا إذ ذاك أدعوهم إلى الإِسلام ، وهم إذ ذاك يدعونني إلى عبادة الأصنام ، فالحمد لله ولا إله إلا الله لقديماً ما عاداني الفاسقون ، إن هذا لهو الخطب الجلل ، إن فساقاً كانوا عندنا غير مرضيين وعلى الإِسلام وأهله متخوفين ، أصبحوا وقد خدعوا شطر هذه الأمة واشربوا قلوبهم حب الفتنة ، واستمالوا أهوائهم بالافك والبهتان ونصبوا لنا الحرب وجدوا في إطفاء نور الله ، والله مُتمٌّ نوره ولو كره الكافرون ، اللهم فانهم قد ردّوا الحق ، فافضض جمعهم ، وشتت كلمتهم ، وأبلسهم بخطاياهم ، فانه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت .
قال نصر : وكان عليٌّ إذا أراد الحملة هلّلّ وكبّرَ ثم قال :
من أيّ يوميَّ من الموت أفر |
|
يوم لا يُقدر أم يوم قُدر |
وكان معاوية قد جعل لواءه الأعظم مع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، فأمر علي ( ع ) جارية بن قدامة السعدي أن يلقاه بأصحابه وأقبل عمرو بن
__________________
= أفي كل يوم فارسٌ لك ينتهي |
|
وعورته وسط العجاجة بادية |
يكف لها عنه علي سنانه |
|
ويضحك منها في الخلاء معاوية |
بدت أمس من عمرو فقنع رأسه |
|
وعورة بسرٍ مثلها حذو حاذية |
فقولا لعمروٍ ثم بسرٍ ألا أنظرا |
|
لنفسكما لا تلقيا الليث ثانية |
ولا تحملا إلا الحيا وخِصاكما |
|
هما كانتا والله للنفس واقية |
ولولاهما لم تنجيا من سنانه |
|
وتلك بما فيها إلى العود ناهية |
متى تلقيا الخيل المغيرة صبحةً |
|
وفيها علي فاتركا الخيل ناجية |
وكونا بعيداً حيث لا يبلغ القنا |
|
نحوركما إن التجارب كافية |