المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
نحمدك اللهم ونستعين بك ، ونصلي على جميع أنبيائك ورسلك لا سيما حبيبك وصفيك المبعوث بالهدى رحمةً للعالمين ، محمد وآله الطيبين الطاهرين ، وصحبه الميامين .
وبعد ، قارئي الكريم . كنت ـ وأنا في صباي ـ قد قرأت عماراً أكثر من مرة ، ثم قرأته في مطلع شبابي كذلك . . . وها أنا اليوم أكتبه إليك :
قرأت فيه الوعد الحق (١) الذي وعد الله سبحانه أولياءه وما كان الله مخلف وعده حيث يقول : « وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ . . . » (٢) .
فلقد نشأ عمار رضي الله عنه حليفاً مستضعفاً مع والديه ياسر وسميّة ، حتى إذا بزغ فجر الإِسلام الزاهر بادروا إلى اعتناقه فواجهوا في سبيل ذلك أقسى وأعتى ما يتصور من صنوف العذاب والإِمتهان من طاغوت مكة آنذاك أبو جهل بن هشام ، ولم يكونوا وحدهم في تلك المواجهة الصعبة ، بل كان
__________________
(١) الوعد الحق : تأليف عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين .
(٢) القصص ـ آية ٥ .