فمسحوها على يد أبي بكر يبايعه ، شاء ذلك أو أبىٰ ، فأنكرت عقلي ! (١) .
وجاء البراء بن عازب فضرب الباب على بني هاشم وقال : يا معشر بني هاشم ، بويع أبو بكر ! فقال بعضهم : ما كان المسلمون يحدثون حدثاً نغيب عنه ، ونحن أولى بمحمد .
فقال العباس : فعلوها ، ورب الكعبة !
وكان خالد بن سعيد غائباً ، فقدم فأتى علياً فقال : هَلُمَّ أبايعك ، فوالله ما في الناس أحد أولى بمقام محمد منك .
وكان المهاجرون والأنصار لا يشكّون في علي ، فلما خرجوا من الدار قام الفضل بن العباس ـ وكان لسان قريش ـ فقال : يا معشر قريش ، إنه ما حقت لكم الخلافة بالتمويه ونحن أهلها دونكم ، وصاحبنا أولى بها منكم .
وقام عتبة بن أبي لهب فقال :
ما كنت أحسب أن الأمر منصرف |
|
عن هاشم ثم منها عن أبي الحسن |
عن أول الناس إيماناً وسابقة |
|
وأعلم الناس بالقرآن والسنن |
وآخر الناس عهداً بالنبي ومن |
|
جبريل عون له في الغسل والكفن |
من فيه ما فيهم لا يمترون به |
|
وليس في القوم ما فيه في الحسن |
وتخلف عن البيعة قوم من المهاجرين والأنصار ومالوا مع علي بن أبي طالب ، منهم : العباس بن عبد المطلب وولده الفضل ، والزبير بن العوام ، وخالد بن سعيد ، والمقداد بن عمرو ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذر الغفاري ، وعمّار بن ياسر . . (٢) إلى غير ذلك مما رقمه المؤرخون في كتبهم والذي لا حاجة بنا إلى ذكره .
والذي يهمنا من هذا كله أن نعرف ماذا كان موقف عمّار . وكيف كانت نظرته ؟؟
__________________
(١) أبو ذر الغفاري للمؤلف / ٩٦ وهو مفصل هناك .
(٢) اليعقوبي ٢ / ١٢٤ .