الناس وأولاهم به .
وقال الحباب بن المنذر : فمنا أمير ومنكم أمير !
فقال عمر بن الخطاب : هيهات لا يجتمع سيفان في غمد واحد ، إن العرب لا ترضى أن تؤمركم ونبيها من غيركم .
فقام الحباب وقال : لا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من الأمر !
فقال أبو بكر : منا الأمراء . وأنتم الوزراء .
ونادى أبو عبيدة : يا معشر الأنصار ، إنكم كنتم أول من نصر ، فلا تكونوا أول من غيّر وبدّل .
وقال عبد الرحمن بن عوف : يا معشر الأنصار ، إنكم وإن كنتم على فضل ، فليس فيكم مثل أبي بكر وعمر وعلي !
فقال المنذر بن أرقم : ما ندفع فضل من ذكرت ، وإن فيهم لرجلاً لو طلب هذا الأمر لم ينازعه فيه أحد ! يعني علي بن أبي طالب .
فلما رأى بشير بن سعد الخزرجي ما اجتمعت عليه الأنصار من تأمير سعد ـ وكان حاسداً له ـ قال : إن محمداً ( ص ) رجل من قريش وقومه أحق بميراث أمره . . !
فقام أبو بكر وقال : هذا عمر وأبو عبيدة ، بايعوا أيهما شئتم .
فقالا : والله لا نتولى هذا الأمر عليك ، أبسط يدك حتى نبايعك ، فلما بسط يده وذهبا يبايعانه سبقهما بشير بن سعد فبايعه ، فناداه الحباب بن المنذر : يا بشير ، عقَّك عقّاق والله ما اضطرك إلى هذا الأمر إلا الحسد لابن عمك !
قال البراء بن عازب ـ وكان خارج السقيفة
ـ : فلم ألبث وإذا أنا بأبي بكر قد أقبل ومعه عمر وأبو عبيدة وجماعة من أصحاب السقيفة وهم محتجزون بالأزر الصنعانية لا يمرون بأحد إلا خبطوه وقدموه فمدوا يده