يا عبد الله وحدّثني أبي عن آبائه عن علي عليهالسلام أنه سمع من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول لأصحابه يوما ، معاشر الناس إنه ليس بمؤمن من لعن بلسانه ولم يؤمن بقلبه (١) فلا تتبعوا عثرات المؤمنين ، فإنه من اتبع عثرة مؤمن اتبع الله عثراته يوم القيامة وفضحه في جوف بيته.
وحدّثني أبي عن علي عليهالسلام قال : أخذ الله في ميثاق المؤمن ألاّ يصدّق (٢) في مقالته ، ولا ينتصف من عدوّه ، ولا يشفي غيظه إلاّ بفضيحة نفسه ، لأن كلّ مؤمن ملجم ، وذلك لغاية قصيرة وراحة طويلة.
أخذ الله ميثاق المؤمن على أشياء أيسرها مؤمن مثله يقول بمقالته يتعبه ويحسده ، والشيطان يغويه ويعينه ، والسلطان يقفو أثره ويتبع عثراته ، وكافر بالذي هو مؤمن به يرى سفك دمه دينا ، وإباحه حريمه غنما ، فما بقاء المؤمن بعد هذا.
يا عبد الله وحدّثني أبي عن آبائه عن علي عليهالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : نزل جبرئيل عليهالسلام فقال : يا محمّد إن الله يقرأ عليك السلام ويقول : اشتققت للمؤمن اسما من أسمائي سمّيته مؤمنا فالمؤمن منّي وأنا منه ، من استهان بمؤمن فقد استقبلني بالمحاربة.
يا عبد الله وحدّثني أبي عن آبائه عليهمالسلام عن علي عليهالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال يوما : يا علي لا تناظر رجلا حتّى تنظر في سريرته ، فإن كانت سريرته حسنة فانّ الله عزّ وجلّ لم يكن ليخذل وليّه ، وإن كانت سريرته رديّة فقد يكفيه مساويه ، فلو جهدت أن تعمل به اكثر ممّا عمله من معاصي الله عزّ وجلّ ما قدرت عليه.
__________________
(١) يريد أنه من يذكر الناس بسوء بغير ما يعتقده فيهم.
(٢) بالبناء للمفعول.