الحسين ، عن عمّتها زينب بنت علي قالت : صلّى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم صلاة الفجر ثمّ أقبل على عليّ عليهالسلام. فقال : هل عندكم طعام فإنّي لم آكل منذ ثلاث طعاما.
فقال : ما تركنا في منزلنا طعاما.
فقال : امض بنا الى فاطمة ، فدخلا عليها وهي تلتوي من الجوع وابناها معا ، فقال لها : يا فاطمة فداك أبوك هل عندك طعام؟ فاستحيت وقالت : انظر ، فدخلت مخدعا لها فظلّت ثمّ سمعت حفيفا فالتفتت فإذا صحفة مملوّة ثريدا ولحما ، فاحتملتها فجاءت بها إليّ ، فوضعتها بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فجمعهم عليها : عليّا وفاطمة والحسن والحسين ، وجعل علي عليهالسلام يطيل النظر الى فاطمة ويتعجّب ويقول : خرجت من عندها وليس عندها طعام فمن أين هذا؟ ثمّ أقبل عليها فقال :
يا بنت محمّد أنّى لك هذا الطعام؟
قالت : هو من رزق الله ، إنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب.
فضحك النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ثمّ قال : الحمد لله الذي جعل في أهلي نظير زكريّا ومريم ، إذ قال لها ( أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ : هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ ).
فبينا هم يأكلون إذا سائل بالباب يقول : السلام عليكم يا أهل بيت محمّد أطعموني ممّا تأكلون. فقال له النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : اخسأه. فقال : وفعل ذلك ثلاثا.
فقال عليّ : يا رسول الله أمرتنا أن لا نردّ سائلا ، وهذا أنت تخسأه! قال : يا عليّ هذا إبليس علم أنّ هذا من طعام الجنّة فتشبّه بسائل لنطعمه منه.
فأكل النبيّ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين صلّى الله عليهم حتّى شبعوا ، ثمّ ارتفعت الصحفة (١).
معجزة اخرى :
قال زيد بن أرقم بحذف الإسناد : قال : كنت مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في بعض سكك المدينة فمررنا بخباء فإذا ظبية مشدودة الى الخباء ، فقالت : يا رسول الله
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٤٣ ص ٢٧ ح ٣٠ وص ٢٩ ذيل ح ٣٥ مع اختلاف.