بالمشهد الشريف بالحصباء من مدينة الموصل ، ودار الحديث المهاجرية ، حضر المجلس صدور البلد من النقباء والمدرّسين والفقهاء وأرباب الحديث ، فذكرت بعد الدرس أحاديث وختمت المجلس بفصل في مناقب أهل البيت عليهمالسلام ، فطعن بعض الحاضرين ، لعدم معرفته بعلم النقل في حديث زيد بن أرقم في غدير خمّ!! وفي حديث عمّار في قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « طوبى لمن أحبّك وصدّق فيك ».
فدعتني الحميّة لمحبّتهم على إملاء كتاب يشتمل على بعض ما رويناه من مشايخنا في البلدان ، من أحاديث صحيحة من كتب الأئمّة والحفّاظ في مناقب أمير المؤمنين علي عليهالسلام ...
وما إن صدر الكتاب إلاّ وانتشر واقتناه أعلام العصر وأفادوا منه ونقلوا عنه ، منهم السيّد رضي الدين ابن طاوس ـ المتوفّى سنة ٦٦٤ ه ـ نقل عنه في كتاب : اليقين ، وبهاء الدين علي بن عيسى الأربلي الوزير ـ المتوفّى سنة ٦٩٢ ه ـ نقل عنه في كتابه : كشف الغمّة ، بعد ما قرأه عليه ورواه عنه ، قال في كشف الغمة : ونقلت من كتاب ( كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب ) تأليف الشيخ الإمام الحافظ أبي عبد الله محمّد بن يوسف بن محمّد الكنجي الشافعي ، وقرأته عليه بإربل في مجلسين ، آخرهما الخميس سادس عشر جمادى الآخرة ، من سنة ثمان وأربعين وستّمائة ، وأجاز لي ، وخطّه بذلك عندي.
وقال : وقد كنت ذكرت في المجلّد الأوّل أنّ الشيخ أبا عبد الله محمّد بن يوسف بن محمّد الكنجي الشافعي عمل كتاب ( كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب عليهالسلام ) وكتاب ( البيان في أخبار صاحب الزمان عليهالسلام ) وحملهما إلى الصاحب السعيد تاج الدين محمّد بن نصر بن صلايا العلوي