وفي طبقات ابن اسعد قال : « احتفل بنو عبد المطلب بهذا الزواج كما لم يحتفلوا بزواج مثله من قبل وجاء حمزة عم محمد وعلي بشارفين فنخرهما وأطعم الناس.
ولما انقضى الحفل وانصرف المهنئون دعا الرسول أم سلمة ... وعائشة وبعض أمهات المؤمنين وطلب منهن أن يمضين بالعروس إلى بيت علي (ع).
وبعد صلاة العشاء ذهب النبي (ص) إلى بيت علي وهناك تجلت عاطفة الأبوة الصحيحة ، وحنانه الفياض وحبه لفاطمة وزوجها عليهماالسلام.
دعا الرسول بماء فقرأ عليه بعض آي الذكر الحكيم ثم أمر العروسين أن يشربا منه وتوضأ بالباقي ونثره على رأسيهما وهو يقول : اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما » (١).
لقد استجاب الله سبحانه وتعالى لدعاء نبيه الكريم في تلك الساعة فبارك الله لعلي وفاطمة عليهماالسلام في هذا الزواج السعيد وحصر ذرية النبي المختار في أولاد ابنته وحبيبته فاطمة الزهراء.
لم يتمالك الرسول إلا أن أرسل دموعه عندما قبل فاطمة وهي تبكي شأن كل انثى فارقت بيت أبيها ومرتع طفولتها وملاعب صباها.
ولما هم عليه الصلاة والسلام بالانصراف انحنى على فاطمة بكل عطف وحنان قائلاً : لقد تركتك وديعة عند أول الناس إسلاماً وأقوى الناس ايماناً وأكثرهم علماً وأفضلهم اخلاقاً (٢) « أما والله يا فاطمة لقد زوجتك سيداً في
__________________
(١) طبقات ابن سعد الكبرى.
(٢) طبقات ابن سعد الكبرى.